أزمة القمح في كوردستان: القطاع الخاص يتدخل لإنقاذ الموسم الزراعي وسط دعم حكومي
أربيل (كوردستان24)- في خطوة حاسمة لمعالجة أزمة استلام القمح التي تواجه مزارعي الإقليم، أعلنت حكومة إقليم كوردستان عن تدخل القطاع الخاص لاستلام المحصول الفائض، وذلك بعد أن قررت بغداد استلام كمية محدودة بلغت 400 ألف طن فقط هذا العام، وهي كمية لا تتناسب مع الإنتاج الكلي للإقليم.
جاء قرار مجلس الوزراء في إقليم كوردستان بالموافقة على قيام شركات القطاع الخاص باستلام الكميات المتبقية من القمح من المزارعين، بهدف منع تلف المحاصيل وضمان عدم تعرض المزارعين لخسائر فادحة. وقد بدأت عملية الاستلام في 15 تموز (يوليو) واستمرت لشهر كامل، ثم مُدّدت لشهرين إضافيين لتمكين جميع المزارعين من تسليم محاصيلهم.
نجاح المشروع وشكر للمبادرة:
أكد الدكتور محمد شكري، رئيس هیئة الاستثمار في إقليم كوردستان، على أن هذا المشروع الحكومي، بالتعاون مع القطاع الخاص، يهدف إلى حل المشاكل المزمنة التي كان يواجهها المزارعون في تسليم القمح للحكومة الفيدرالية.
وذكر أن شركتي "خوشناو" و"قايوان" الخاصتين قد استلمتا حتى الآن 40 ألف طن من القمح، ضمن مشروع تسويق القمح في الإقليم.
وشدد الدكتور محمدشكري على أن هذه المبادرة قد حققت نجاحاً كبيراً على مدى السنوات الست الماضية، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات تخزين القمح داخل إقليم كوردستان. وأوضح أن هذه الخطوات تضمن توفير سوق للمحصول وحمايته من التلف، مع الحفاظ على مصالح المزارعين.
تعزيز القدرة التخزينية:
في تطور إيجابي، أشار الدكتور محمدشكري إلى أن حكومة إقليم كوردستان نفسها، بالإضافة إلى القطاع الخاص، قد عززت من قدراتها التخزينية بشكل كبير. وهذا يعكس التزام الإقليم بتأمين المحاصيل الزراعية ودعم الفلاحين، ويؤكد على أهمية الاستثمار في البنية التحتية الزراعية لضمان استقرار الأمن الغذائي.
ويُعتبر هذا التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، إلى جانب الجهود المبذولة لزيادة القدرات التخزينية، خطوة حيوية نحو تعزيز القطاع الزراعي في إقليم كوردستان وحماية المزارعين من تقلبات السوق والتحديات اللوجستية.
