تحولات في الموقف السوري: دمشق تلوّح بالحوار مع الكورد والدروز
أربيل (كوردستان 24)- تشهد الساحة السورية في الآونة الأخيرة تحولاً ملحوظاً في توجهات الحكومة، تجاه القضايا المتعلقة بكل من الكورد في شمال وشرق البلاد، والدروز في السويداء، وسط مؤشرات على انفتاح رسمي لإيجاد حلول توافقية.
ويقول أحد المحللين السياسيين انه برزت هذه المؤشرات مع التصريحات الأخيرة للرئيس السوري أحمد الشرع، الذي أكد خلال لقاءات مع إعلاميين عرب أن الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة الملفات العالقة مع مختلف المكونات السورية.
وأوضح الشرع أن الحل يكمن في "التفاهم بين الدولة وجميع أبنائها، بمن فيهم الكورد والدروز"، مشدداً على أن التوجه نحو الحوار يمثل بداية جديدة في المشهد السوري.
خطوات أولية
خلال الفترة الماضية، استقبلت دمشق وفوداً من مناطق عدة بينها السويداء، في إطار ما وصفته الحكومة بجهود تعزيز الاستقرار السياسي. كما جرت لقاءات أولية مع شخصيات كوردية في محاولة لتهيئة أرضية لمفاوضات أوسع.
لكن مراقبين يشيرون إلى أن هذه الخطوات ما تزال في إطار التصريحات والمبادرات السياسية، ولم تتحول بعد إلى قرارات مؤسسية أو قوانين صادرة عن الهيئات الرسمية.
تحديات قائمة
في السويداء، توجد مجموعات ما تزال تتبنى خطاباً متشدداً وتطالب بمواقف أكثر صرامة من الدولة، فيما يرى مراقبون أن التصريحات الأخيرة تمثل مراجعة للمقاربات السابقة، وقد تكون محاولة لامتصاص التوتر.
أما في شرق الفرات، فإن أي تفاهم مع القوى الكوردية يتطلب معالجة ملفات معقدة، أبرزها تقاسم الموارد، الوجود العسكري، والعلاقة مع القوى الدولية.
آفاق المرحلة المقبلة
ويرى خبراء سياسيون أن المرحلة المقبلة قد تشهد إطلاق حوار مباشر بين الحكومة السورية وكل من الكورد والدروز، بما يمهد لتفاهمات جديدة تسهم في خفض التوتر وفتح باب التسويات الداخلية.
غير أن مصداقية هذه التوجهات ستظل مرهونة بتحويل الأقوال إلى قرارات فعلية وتشريعات واضحة تعكس تغييراً جوهرياً في السياسة السورية.
ويبقى السؤال مطروحاً: هل ستشهد المرحلة المقبلة حلاً فعلياً لأبرز القضايا السياسية العالقة، وفي مقدمتها القضية الكوردية والدرزية، أم ستظل التصريحات مجرد محاولة لشراء الوقت في مشهد سياسي معقد؟
تقرير: أنور عبداللطيف – كوردستان24 - دمشق