فرق إزالة الألغام في دهوك تطهر أراضي "إرث الموت" الذي خلفه نظام البعث

مسؤول قسم الإعلام في دائرة إزالة الألغام في دهوك ريكر بيسفكي
مسؤول قسم الإعلام في دائرة إزالة الألغام في دهوك ريكر بيسفكي

أربيل (كوردستان 24)- تواصل الفرق المتخصصة في إزالة الألغام التابعة للمديرية العامة لشؤون الألغام في محافظة دهوك، جهودها الدؤوبة لتطهير حقل ألغام استراتيجي في ناحية زاويته، بهدف إعادة الحياة إلى هذه الأراضي التي كانت يوماً مصائد للموت، وتحويلها مجدداً إلى مناطق آمنة للزراعة والسياحة.

إرث من الموت في أرض خصبة

في تقرير خاص لقناة كوردستان 24، يسلط الضوء على واحدة من السياسات الممنهجة التي اتبعها نظام البعث العراقي السابق ضد الشعب الكوردي، وهي زرع مساحات شاسعة من الأراضي بالألغام والمتفجرات. هذه السياسة لم تهدف فقط إلى القمع، بل إلى شل الحياة في المناطق الكوردية، خاصة تلك التي تتمتع بأهمية زراعية وسياحية كبرى، لمنع المواطنين من استثمار أراضيهم والتمتع بطبيعتها.

وفي هذا السياق، أوضح ريكر بيسفكي، مسؤول قسم الاعلام في دائرة إزالة الألغام في دهوك، في مقابلة مع كوردستان 24، "نحن الآن في حقل ألغام (سان سارا) بناحية زاويته، وهو من المواقع ذات الأولوية في عمليات التطهير. هذه المنطقة مهمة للغاية لأغراض السياحة والزراعة والتنزه للمواطنين".

جهود متواصلة لإعادة الحياة

تعمل الفرق الهندسية منذ ثلاثة أشهر في هذا الحقل الذي تبلغ مساحته 70,000 متر مربع. حتى الآن، تمكنت الفرق من تطهير ما نسبته 20% من مساحة الحقل، حيث عثرت على 60 لغماً ومادة متفجرة وقامت بتفجيرها وتفكيكها.

وأضاف بيسفكي: "هذه الألغام هي من مخلفات نظام البعث عام 1984. حتى الآن، عثرنا على 60 لغماً ومتفجرة وتم إتلافها. نتوقع العثور على أعداد أكبر مع استمرار العمل".

ولا تقتصر هذه الجهود على ناحية زاويته فحسب، بل تنتشر خمسة فرق متخصصة في عموم محافظة دهوك، وتعمل بشكل مستمر في أقضية زاخو والعمادية ومانكيش. على مستوى المحافظة، يوجد 737 حقلاً ملغوماً، تم تطهير 381 منها بالكامل حتى الآن.

التكلفة البشرية والموارد المتاحة

لا يزال إرث الألغام يشكل تهديداً حقيقياً لحياة المواطنين. فبحسب الإحصائيات الرسمية، شهدت محافظة دهوك منذ عام 2008، 120 حادث انفجار ألغام، أسفرت عن إصابة 80 شخصاً بجروح متفاوتة.

وعن المعدات والدعم المقدم، قال بيسفكي: "معداتنا جيدة إلى حد ما، لكننا نطمح للأفضل. لحسن الحظ، تلقينا هذا العام دعماً من مجلس وزراء إقليم كوردستان ومحافظة دهوك بتزويدنا بعربتين مدرعتين، مما سيسهل عملنا بشكل كبير".

في ختام التقرير، وجهت فرق إزالة الألغام نداءً مهماً للمواطنين، بضرورة توخي الحذر الشديد وعدم الاقتراب من أي أجسام غريبة، والإبلاغ الفوري عبر الأرقام الساخنة المخصصة لذلك، لضمان سلامتهم وتسهيل مهمة الفرق الهندسية في جعل أرض كوردستان آمنة للجميع.

 

تقرير: بيوار حلمي – كوردستان24 – دهوك

 
Fly Erbil Advertisment