نقص حاد في المعلمين وعوائق دستورية.. مستقبل اللغة الكوردية على المحك في تركيا

أربيل (كوردستان 24)- مع انطلاق العام الدراسي الجديد 2025-2026 في تركيا وشمال كوردستان، عادت قضية تعليم اللغة الكوردية إلى الواجهة، حيث يواجه الطلاب وأولياء الأمور تحديات كبيرة تتمثل في نقص حاد في عدد المدارس والمعلمين، بالإضافة إلى العوائق الدستورية التي تحول دون اعتماد الكوردية كلغة تدريس أساسية.

رغم أن المناهج الدراسية في تركيا تتضمن مادة اختيارية لتعليم اللغة الكوردية، إلا أن هذا الحق يبقى حبراً على ورق في ظل النقص الشديد في الكوادر التعليمية المؤهلة. 

وتشير الأرقام إلى أن المشكلة تتفاقم؛ فعلى مدى 13 عامًا، تم إعداد 205 معلمين فقط للغة الكوردية، استقال منهم 10 وتم تغيير مهام 45 آخرين، ليتبقى 150 معلمًا فقط في الخدمة حاليًا لتغطية احتياجات ملايين الطلاب الكورد.

وفي هذا السياق، يقول خوداي مورسومبول، مسؤول اللغة الكوردية في نقابة المعلمين، إن "المشكلة الكبرى تكمن في ضرورة الاعتراف باللغة الكوردية كلغة تعليم في الدستور والقانون، وليس فقط كلغة اختيارية". ويضيف: "نطالب بزيادة الحصص المخصصة لتعيين معلمي اللغة الكوردية لتلبية احتياجات مدارسنا".

من جانبه، يؤكد محمد سعيد أوزتورك، مدير منظمة "ديلكورد"، أن الإقبال على تعلم اللغة الكوردية في تزايد مستمر بين الأطفال، مما يعزز من حماسهم وتحصيلهم العلمي. ويقول: "عندما يرى أطفالنا لغتهم الأم في فصولهم الدراسية، يزداد ارتباطهم واحترامهم لها، وهذا ينعكس إيجابًا على دافعيتهم للتعلم".

وفي ظل استمرار هذه التحديات، أعلنت منظمات المجتمع المدني المعنية بحماية اللغة الكوردية عن عزمها إعداد تقرير مفصل حول واقع تعليم اللغة الكوردية وتقديمه إلى البرلمان التركي، في خطوة تهدف إلى وضع هذه القضية على أجندة الحل السياسي في البلاد.

 

تقرير: ماهر يوكسل – كوردستان24 – آمد(دياربكر)

 
Fly Erbil Advertisment