إسرائيل توجه "تحذيراً أخيراً" لحركة حماس

أربيل (كوردستان 24)- وجّهت إسرائيل الاثنين ما اعتبرته "التحذير الأخير" لحركة حماس بضرورة الإفراج عن الرهائن وتسليم السلاح، تحت طائلة تدمير غزة والقضاء على الحركة.
في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل، أسفر إطلاق نار عن مقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين، بحسب ما أفاد السلطات ومصادر طبية إسرائيلية.
في قطاع غزة، أفاد الدفاع المدني عن مقتل 16 شخصا على الأقل في عمليات قصف إسرائيلية.
وهدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بتدمير غزّة والقضاء على حركة حماس ما لم تستسلم، وذلك بعد وقت قصير على إصدار الرئيس الأميركي تحذيرا مماثلا للحركة.
وقال كاتس على منصة "إكس"، "هذا التحذير الأخير لقتلة ومغتصبي حماس سواء في غزة أو في الفنادق الفخمة في الخارج: أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم، وإلا فسيتم تدمير غزة وسيتم القضاء عليكم".
وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال هناك 47 محتجزا في غزة، 25 منهم لقوا حتفهم، من بين 251 شخصا خُطفوا في هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في منشور الأحد على منصته تروث سوشال، "قَبِل الإسرائيليون شروطي. حان الوقت لكي تقبل حماس كذلك. لقد حذّرتُ حماس من عواقب عدم القبول"، وتابع "هذا هو إنذاري الأخير".
وبعد ساعات، أشارت الحركة الفلسطينية في بيان إلى "تسلمّها عبر الوسطاء بعض الأفكار من الطرف الأميركي للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
وأكدت أنها "جاهزة فورا للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى في مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب (الإسرائيلي) الكامل من القطاع وتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من المستقلين الفلسطينيين تتسلّم عملها فورا".
وترفض إسرائيل حتى الآن إعلان وقف الحرب. وأقرّت أخيرا خطة للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، والسيطرة الأمنية على كامل القطاع.
ورغم أنّ الدولة العبرية لم تعلن رسميا بدء الهجوم الواسع على مدينة غزة، إلا أنّ كبرى مدن القطاع تشهد منذ أسابيع تكثيفا للقصف والعمليات العسكرية.
- هجوم في القدس -
وفي تداعيات الحرب المتواصلة في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل منذ أكثر من 23 شهرا، أطلق مهاجمان الاثنين النار على محطة حافلات عند مدخل حي راموت في القدس الشرقية، وفق ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية، مشيرة إلى أنها تمكنت من السيطرة عليهما.
ورحّبت حركة حماس بالهجوم الذي قالت إنّ منفّذيه فلسطينيان.
وأضافت في بيان "نؤكد أن هذه العملية ردّ طبيعي على جرائم الاحتلال وحرب الإبادة التي يشنّها ضد شعبنا".
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لصحافيين من موقع إطلاق النار، "ليكن الأمر واضحا، هذه الجرائم تعزّز تصميمنا على مكافحة الإرهاب".
واتهم وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش السلطة الفلسطينية بالهجوم "المروّع"، معتبرا أنّها "تربّي وتعلّم أطفالها على قتل اليهود".
وقال عبر إكس "يجب أن تختفي السلطة الفلسطينية عن الخريطة، ويجب أن تواجه القرى التي جاء منها المهاجمون المصير ذاته مثل رفح وبيت حانون"، وذلك في إشارة إلى مدن غزة التي دمّرتها الغارات الجوية الإسرائيلية.
ودانت كل من ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي الهجوم الأعنف منذ بدء الحرب في غزة.
- "ما ذنبهم؟" -
وبدأ الجيش هذا الأسبوع توجيه إنذارات بإخلاء مبانٍ عالية في مدينة غزة، متهما حماس باستخدامها لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية. ودمّر الأحد برجا سكنيا هو الثالث في غضون ثلاثة أيام.
وأظهرت صور لوكالة فرانس برس من مستشفى الشفاء في مدينة غزة (شمال)، فلسطينيين يبكون أقارب لهم قتلوا في غارات استهدفت خياما للنازحين، بينهم نساء يبكين قرب جثتي طفلتين تبلغان من العمر عامين وخمسة أعوام.
على مسافة قريبة، كان رجل يلمس وجه طفله البالغ عاما واحدا وقد لُفّ بكفن أبيض.
وقال جدّ الطفل حازم عيسى "أطفال يموتون، ما ذنبهم؟ طفل عمره سنة، ما ذنبه؟".
ويسيطر الجيش الإسرائيلي على حوالى 75 في المئة من قطاع غزة و40 في المئة من مدينة غزة. ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يقطن حوالى مليون شخص المدينة ومحيطها.
- "مقبرة" -
وكان الجيش الإسرائيلي دعا سكان مدينة غزة إلى إخلائها والتوجه إلى منطقة المواصي (جنوب) التي أعلنها "منطقة إنسانية" منذ أشهر، غير أنّها تتعرّض لقصف مدفعي كثيف بشكل متكرّر. كما أن فلسطينيين يقولون إن لا مكان فيها لخيم إضافية.
وأعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك عن قلقه إزاء ما وصفه بـ"خطاب الإبادة" الصريح الصادر عن مسؤولين إسرائيليين بشأن غزة، محذرا من أن القطاع تحوّل فعلا الى "مقبرة"، ودعا إلى تحرك دولي حاسم "لإنهاء المذبحة".
في إسبانيا، أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز سلسلة إجراءات "لوضع حد للإبادة الجماعية في غزة" تشمل فرض حظر على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل ومنع السفن التي تحمل الوقود للجيش الإسرائيلي من استخدام موانئ البلاد.
وردّت إسرائيل بشدة، واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مدريد بمعاداة السامية، الأمر الذي رفضته الأخيرة، مشيرة إلى أنّها "لن تُذعن للترهيب في دفاعها عن السلام والقانون الدولي وحقوق الإنسان".
وأسفر هجوم حركة حماس على الدولة العبرية عن مقتل 1219 شخصا معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.
وردّت إسرائيل بإعلان الحرب، وأوقعت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة 64522 قتيلا، معظمهم مدنيون، بحسب أرقام لوزارة الصحة في غزة تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
AFP