استمرار عمليات التعريب في كركوك يثير قلق المواطنين الكورد

أربيل (كوردستان24)- قليلاً ما يُتداول الحديث عن تعريب مدينة كركوك حالياً، في وقتٍ يُعدّ فيه الخطر على تعريبها في أشد مراحله. فحيّ كوردستان مثال واضح لتعريب أحياء كركوك الكوردية؛ إذ أنه حيّ أنشأه الكورد بعد عام 2003 وعمّروه، غير أنّ أحداث 16 تشرين الأول قلبت المعادلة، واليوم يزداد فيه عدد العرب على حساب الكورد.
كيـوان إبراهيم، أحد سكان حيّ كوردستان، قال لـكوردستان24: أكثر من نصف سكان حيّنا في كركوك أصبحوا من العرب، وعددهم في تزايد، وكثير منهم يقومون برمي الأوساخ والنفايات بكثرة في الحيّ.
أما بُروا حسن، وهو صاحب متجر في الحي نفسه، أوضح: رغم أن اسم الحي هو كوردستان، لكنه اليوم يبدو بطابع عربي، وأكثر من نصف سكانه عرب.
وفي أحد المحال التجارية التابعة لمواطن كوردي، كان عدنان جاسم، وهو مواطن عربي من بيجي جاء للتسوق، وقد قال لـكوردستان24: نحن نعيش في حيّ كوردستان في كركوك بأمان وراحة، أنا من بيجي وجئت من صلاح الدين بسبب تدهور الخدمات وانهيار منزلي، وانتقلت إلى حي كوردستان، وكركوك بالنسبة لنا أفضل بكثير.
من جانبه، أشار أركان محمد، صاحب مكتب عقارات في حيّ كوردستان، في حديثه لـكوردستان24، إلى أنّه سابقاً كان أكثر من 96% من سكان الحي من الكورد، أما اليوم فعدد العرب في ازدياد وعدد الكورد في تناقص. وطالب عبر كوردستان24 محافظ كركوك بإعادة الوافدين إلى مناطقهم الأصلية، قائلاً: فلم تعد هناك حرب داعش ولا يوجد أي تهديد، ووجود هذا العدد الكبير من العرب خلق خطراً على فرص العمل ومعيشة شباب كركوك الكورد، ولدي معلومات بأن أكثر من 500 شخص من إحدى القرى خارج كركوك – كانوا في صفوف داعش – قد انتقلوا إلى حي كوردستان.
تجدر الإشارة إلى أنّ كركوك والمناطق الواقعة خارج إدارة إقليم كوردستان، بحسب المادة 140 من الدستور العراقي، خُصّصت لها آليات لإزالة آثار التعريب. إلا أنّ ما يجري الآن في هذه المناطق يُعدّ عكس ما نصّت عليه تلك المادة الدستورية، مما يجعل مستقبل كركوك والمناطق الك,ردستانية خارج إدارة الإقليم يتجه نحو مصير مجهول.