الأمن السوري يقتحم حي السومرية بدمشق.. تهجيرٌ جديد يطال العلويين

خلال تحضير بعض السكان للرحيل عن الحي (رويترز)
خلال تحضير بعض السكان للرحيل عن الحي (رويترز)

أربيل (كوردستان 24)- كشفت وكالة "رويترز" في تقرير ميداني أن قوات الأمن السورية نفذت في أواخر أغسطس/آب حملة مداهمات في حي السومرية بدمشق، وهو حي تقطنه آلاف العائلات من الجنود السابقين في جيش النظام المخلوع بشار الأسد.

المداهمات رافقها فرض أوامر إخلاء واسعة النطاق، وسط اتهامات للسكان بأنهم يقيمون على أراضٍ "استولت عليها عائلة الأسد بطرق غير قانونية".

ويعدُّ الحي رمزياً لمرحلة حكم عائلة الأسد، التي استمرت أكثر من خمسة عقود، حيث تمركزت فيه عائلات علوية ارتبطت بمؤسسات الجيش والأجهزة الأمنية.

خلال تلك الفترة، عزز النظام نفوذه عبر منح الامتيازات والمناصب العليا للموالين من الطائفة العلوية، مع قمع المعارضة السياسية والدينية، خصوصاً من المكونات الأخرى مثل السنة والدروز والكورد.

وبحسب شهادات السكان التي أوردها التقرير، دخلت قوات الأمن إلى الحي "مدججة بالأسلحة والسيوف"، وأبلغت الأهالي بوجوب إبراز وثائق ملكية لمنازلهم.

المنازل التي لم تتمكن عائلاتها من تقديم أوراق رسمية وُسمت بحرف "O" باللون الأسود، وأُلصقت عليها أوامر إخلاء تُلزم السكان بالمغادرة خلال 48 ساعة.

أما المنازل التي حُددت بعلامة "X"، فاعتُبرت آمنة مؤقتاً.

سكان الحي أفادوا بأن العشرات من الرجال جرى استجوابهم حول خدمتهم في الجيش خلال حقبة الأسد، فيما نُقل آخرون إلى مبنى سكني محوّل إلى مركز شرطة، حيث تعرضوا للضرب على أيدي المسلحين.

قبل حملة الإخلاء، كان حي السومرية يضم نحو 22 ألف شخص، معظمهم من عائلات جنود الأسد السابقين، إلا أن العدد انخفض إلى 3 آلاف فقط بعد المداهمات، ما جعله أقرب إلى "مدينة أشباح"، وفق وصف مراسل الوكالة. 

ومنذ هروب بشار الأسد وسقوط نظامه السابق، توسعت سلطة الأجهزة الأمنية التي أعادت رسم معادلة العلاقة مع مختلف المكونات، بما فيها العلويون الذين كان النظام يستخدمهم كقاعدة دعم عسكرية وأمنية.

ما يجري في حي السومرية يعكس، بحسب مراقبين، تحول الأجهزة الأمنية من حماية الطائفة التي شكّلت ركيزة النظام السابق، إلى التعامل معها كأداة يمكن الاستغناء عنها أو معاقبتها، في إطار تثبيت سلطة جديدة تستند إلى الولاء الأمني فقط، بعيداً عن الانتماءات الطائفية أو السياسية.

 
Fly Erbil Advertisment