حركة النزوح مستمرة من مدينة غزة مع تكثيف الجيش الإسرائيلي هجماته

أربيل (كوردستان24)- استمرت حركة النزوح من مدينة غزة مع تكثيف هجمات الجيش الإسرائيلي الذي قدر عدد النازحين السبت بأكثر من 250 ألف شخص على الرغم من صعوبة إيجاد مناطق آمنة أو متاحة للجوء إليها.
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس أن بحسب تقديرات الجيش "انتقل أكثر من ربع مليون من السكان والمقيمين في مدينة غزة الى خارج المدينة حفاظا على سلامتهم".
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، كان نحو مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها قبل تكثيف الجيش هجماته للسيطرة على غزة وبدء تدميره للأبراج العالية قبل نحو أسبوع.
وحثت الأمم المتحدة وأطراف أخرى في المجتمع الدولي الجيش الإسرائيلي على التخلي عن خطته السيطرة على المدينة محذرة من أن الهجوم وعمليات النزوح الناجمة عنه ستفاقم الأزمة الإنسانية المستفحلة أصلا.
في المقابل، أكّد الدفاع المدني في غزة لفرانس برس إن عدد النازحين من غزة إلى الجنوب يقارب 68 ألفا فقط، مشيرا إلى أن الكثير من المواطنين ما زالوا متشبثين بالبقاء في حين لا يجد آخرون مكانا يقيمون فيه في الجنوب.
- "مزاعم كاذبة" -
وقال الناطق باسم الجهاز، محمود بصل إن "مزاعم الاحتلال حول نزوح ربع مليون مواطن من مدينة غزة وضواحيها إلى الجنوب، كاذبة".
وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة والصعوبات في الوصول إلى العديد من المناطق من دون تمكّن وكالة فرانس برس من التحقق بشكل مستقل من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها الدفاع المدني في غزة أو الجيش الإسرائيلي.
من جهته، قال المدير العام لمستشفى الشفاء الطبي محمد أبو سلمية لفرانس برس، إن حركة النزوح لا تزال مستمرة داخل مدينة غزة من الشرق إلى الغرب.
وتابع "هناك عدد قليل ممن خرجوا إلى جنوب قطاع غزة لعدم توفر أماكن في غرب مدينة غزة.. حتى أولئك الذين يفلحون في الفرار إلى الجنوب غالبًا لا يجدون مكانًا للإقامة، فمنطقة المواصي ممتلئة تمامًا ودير البلح مزدحمة أيضًا".
وأضاف أبو سلمية أن كثيرين عادوا إلى مدينة غزة بعدما فشلوا في تأمين مأوى أو خدمات أساسية في ظل الوضع الكارثي.
وأوضح قائلا "بعد انتهاء الاحتلال من قصف المدارس والبيوت والأبراج والخيام، يعود المواطنون إلى نفس المناطق وينصبون خيامهم من جديد، فالمواطنون متثبتون بمدينة غزة".
- "الجنوب ليس آمنا" -
وقال بكري دياب (35 عاما) الذي كان نازحا من الشمال إلى غرب مدينة غزة، وقد نصب خيمته في مواصي خان يونس في جنوب قطاع غزة "القصف مستمر هنا أيضا، فالجنوب ليس مكانًا آمناً كما يدّعي الاحتلال.. كل ما فعلوه هو دفع الناس للتكدّس في أماكن بلا مقوّمات حياة، بلا خدمات.. وبلا أمان أيضا".
وأفاد الدفاع المدني في القطاع عن مقتل اثني عشر فلسطينيا منذ فجر السبت في عمليات قصف إسرائيلي، وذلك غداة إعلانه عن مقتل 50 شخصا على الأقل في مختلف أنحاء القطاع المحاصر والمدمّر جراء الحرب المستمرة منذ 23 شهرا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه يريد السيطرة على مدينة غزة معتبرا أنها تشكّل آخر معاقل حركة حماس في القطاع.
والسبت، ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات تدعو سكان الأحياء الغربية في كبرى مدن القطاع، لمغادرتها.
بينما أفاد الدفاع المدني عن استمرار الغارات الجوية.
وجاء في المنشور أنّ الجيش "مصمّم على حسم (المعركة مع) حماس في كل مكان وسيعمل ضدها أيضا في مدينة غزة بقوة كبيرة".
وأضاف "في هذه المرحلة شارع الرشيد مفتوح ويمكن الإخلاء عبره إلى المنطقة الإنسانية في المواصي (جنوب)... من أجل سلامتكم أخلوا فورا".
غير أنّ منطقة المواصي تتعرّض لقصف مدفعي كثيف بشكل متكرّر. ويقول الفلسطينيون إن لا مكان فيها لنصب خيام إضافية.
واضطرت الغالبية العظمى من سكان القطاع الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، للنزوح خلال الحرب.
وكانت القوات الإسرائيلية دمّرت عدّة أبراج سكنية في مدينة غزة في الأيام الأخيرة، حيث قال الجيش إنّه ينوي "تكثيف وتيرة ضرباته محددة الأهداف... لإلحاق ضرر بالبنية التحتية الإرهابية لحماس... وتقليل التهديد الذي تشكله قواتها".
أسفر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وردت الدولة العبرية بشن عمليات عسكرية في قطاع غزة أدت إلى مقتل 64803 أشخاص على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال هناك 47 رهينة في غزة، 25 منهم لقوا حتفهم، من بين 251 شخصا خُطفوا في الهجوم.
AFP