رئيس الحكومة يفتتح طريق شيخان - لالش المزدوج ويؤكد: النهضة العمرانية في كوردستان لم تتوقف رغم الأزمات

أربيل (كوردستان 24)- افتتح رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، اليوم السبت 20 أيلول (سبتمبر) 2025، طريق شيخان – لالش المزدوج في محافظة دهوك، وذلك في مراسم رسمية حضرها كبار الشخصيات الدينية والاجتماعية، يتقدمهم الأمير حازم تحسين بيك، أمير الإيزيديين، وشيخ علي شيخ إلياس، بابا شيخ الإيزيديين، وأعضاء المجلس الروحاني ووجهاء المنطقة.

وفي كلمته التي ألقاها بالمناسبة، استهل رئيس الحكومة حديثه مذكّراً بالوعد الذي قطعه قبل عام في الموقع ذاته، بتحويل الطريق إلى مسارين، معتبراً أن افتتاح المشروع اليوم يمثل وفاءً بذلك التعهّد تجاه أهالي المنطقة.

وشدد على أن كل ما تقدمه الحكومة لخدمة مواطنيها هو واجب أساسي، لا سيما في هذه المنطقة التي وصفها بأنها ذات أهمية تاريخية ودينية استثنائية، ونموذج للتعايش، فضلاً عن إرثها النضالي.

وتابع قائلاً: "الإخوة والأخوات الإيزيديون مكون أصيل من كوردستان، وكما قال جناب الرئيس بارزاني، فإن الإيزيديين هم أكثر الكورد أصالة، لذا لا يمكن لأي شيء أن يفرقنا. إنني أدرك الأهمية الكبيرة لهذه المنطقة لإخوتنا وأخواتنا الإيزيديين، حيث يقصدها الزوار من شتى أنحاء العالم لزيارة معبد لالش المقدس. وآمل أن تسهم هذه الخدمة في تيسير تنقلاتهم، وأن يخدم هذا الطريق أيضاً سكان المناطق الأخرى التي يربطها".

وأشار رئيس الحكومة إلى أن هناك مشاريع أخرى قيد التنفيذ تتكامل مع هذا المشروع، قائلاً: "ستسهم هذه المشاريع مجتمعة في تسهيل حركة المرور للمواطنين، والحد من الحوادث المرورية المأساوية، وتعزيز سلامتهم بشكل كبير. وآمل أن يلتزم المواطنون الكرام بإرشادات وزارة الداخلية وشرطة المرور حفاظاً على سلامتهم وسلامة عائلاتهم والمواطنين كافة".

واستطرد قائلاً: "كلما ازددنا خدمةً لوطننا، تعاظمت سعادتنا المشتركة. كنا نتطلع إلى مزيد من الدعم من الحكومة الاتحادية لإقليم كوردستان، ولكن على الرغم من كل الأزمات التي واجهناها، لم تتوقف عجلة التنمية هنا. ويعود الفضل في ذلك، إلى حد كبير، إلى ثقة شركات القطاع الخاص بحكومة إقليم كوردستان، والتي نفذت هذا المشروع، وهو أمر يستحق كل الثناء".

ولفت إلى جهود الشركة المنفذة بقوله: "لذلك، أود أن أتوجه بشكر خاص للجهة المنفذة على إنجازها هذا المشروع في وقت قياسي ووفقاً للمعايير العالمية والدولية. أثمن جهودهم عالياً، وأتمنى لهم التوفيق في مواصلة خدمتهم وتنفيذ مشاريع أخرى حيثما يتم تكليفهم".

وأوضح رئيس الحكومة: "من هنا، أود أن أتطرق إلى قضية الإخوة والأخوات الإيزيديين الذين واجهوا سنوات من المعاناة والجور، لكنهم كانوا دوماً أشد قوة وصموداً، ونهضوا في كل مرة متحدّين بطش الأعداء والحاقدين".

وأردف قائلاً: "كنت شاهداً، ونحن في خدمة فخامة الرئيس بارزاني، على الهجوم الإرهابي الوحشي الذي شنه داعش على سنجار. حينها، أصدر سيادته أمره بتحرير سنجار. وبعون الله، قاد جانب الرئيس قوات البيشمركة لتحرير سنجار، وبعد مئة يوم، تحقق وعده وتحررت من براثن الإرهاب".

وبيّن قائلاً: "صحيح أننا قدمنا مئات الشهداء، لكننا لم نسمح لإرادتنا بأن تنكسر، فقد كان شرف الإخوة والأخوات الإيزيديين أسمى من أي اعتبار آخر. وهو ما جسّده فخامة الرئيس حينما أصدر أوامره من على جبل سنجار قائلاً: 'الآن نحن هنا، ورؤوس أعداء الإخوة والأخوات الإيزيديين تحت أقدامنا'".

ونوّه رئيس الحكومة إلى عمق العلاقة بين المكونات قائلاً: "إن التعايش الذي تنعم به كوردستان، وهذه العلاقة الأصيلة بيننا وبين الإيزيديين، لا يمكن فصلها بأي شكل من الأشكال، على الرغم من المحاولات العديدة لإبعاد إخوتنا وأخواتنا الإيزيديين عن سنجار".

ومضى يقول: "لقد بذلنا جهوداً حثيثة لتنفيذ اتفاقية سنجار مع الحكومة الاتحادية، ولكن للأسف لم ينفذ هذا الاتفاق حتى الآن، بسبب وجود بعض القوى غير الشرعية التي فرضت نفسها على الأرض".

وتابع: "طالبنا، ولا نزال نطالب، الحكومة الاتحادية باتخاذ خطوات جادة لتسهيل عودة كريمة لإخوتنا وأخواتنا الإيزيديين إلى سنجار. وسنواصل مساعينا كي يتمكن جميع مواطنينا، من إيزيديين ومسلمين وعرب وتركمان ومسيحيين، من العودة بعزة وكرامة إلى ديارهم التي هُجّروا منها قسراً بسبب الهجمات الوحشية للإرهابيين. يجب أن يعودوا، ولن نسمح لأي أجندة سياسية بأن تفصلنا عن أرضنا ومياهنا".

وأشار إلى ملف المباحثات مع بغداد قائلاً: "أود أن أؤكد أن مباحثاتنا مع الحكومة الاتحادية بشأن تأمين حصة الموازنة والرواتب مستمرة. ولطالما قلنا إنه لا توجد أي عقبات من جانب إقليم كوردستان، وفي كل مرة كانت تظهر ذريعة، كنا نسعى لتذليلها حرصاً على صرف مستحقات مواطني كوردستان".

واختتم رئيس الحكومة كلمته بالقول: "في آخر تواصل لنا مع بغداد، وكما أُبلغت، يبدو أن هناك تفاهماً واتفاقاً وشيكاً بين شركات إنتاج النفط في إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية. وسيشكل هذا الأمر انطلاقة إيجابية جداً لتجاوز التحديات والعقبات التي استمرت حتى الآن، وآمل أن يترجم هذا الاتفاق إلى واقع ملموس في الأيام المقبلة ويحظى بقبول جميع الأطراف، وأن تفي الحكومة الاتحادية بالتزاماتها تجاه الحقوق الدستورية لشعب كوردستان، وألا تعود قضية الرواتب لتتصدر عناوين الأخبار اليومية. لذا، يحدوني الأمل بأننا سنصل إلى نتيجة إيجابية في القريب العاجل".

 

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

 

Fly Erbil Advertisment