الطاقة الذرية: المفاوضات النووية مع إيران تمر بمرحلة صعبة

أربيل (كوردستان 24)- أقر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإثنين بأن المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي تمر "بمرحلة فاصلة صعبة"، لكنه اعتبر على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة أن التوصل إلى حل دبلوماسي لا يزال ممكنا.
وقال رافايل غروسي في مقابلة مع وكالة فرانس برس "من المؤكد أنها مرحلة فاصلة صعبة جدا"، وذلك بعدما هددت طهران السبت بتعليق تعاونها مع الوكالة الأممية في حال إعادة فرض العقوبات عليها.
وأضاف "المهم أن التواصل مستمر"، لافتا إلى أنه يعتزم لقاء وزير الخارجية الإيراني الإثنين.
وأشار إلى أنّ اجتماعات أخرى ستُعقد "ربما خلال الأسبوع".
الأسبوع الماضي، أعطى مجلس الأمن الدولي موافقته على إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، والتي يُفترض دخولها حيّز التنفيذ الأحد، بعد فشل التوصل لاتفاق يكبح البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
واتهمت مجموعة الدول الأوروبية الثلاث، ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، إيران بعدم الوفاء بالتزامات كان من شأنها أن تتيح تمديد تخفيف العقوبات المتفاهم عليه في اتفاق وُقّع عام 2015.
وأمام طهران مهلة حتّى منتصف ليل السبت للتوصّل إلى تسوية تلبّي شروط الترويكا الأوروبية لتمديد رفع العقوبات.
واجتمع رافايل غروسي الإثنين بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأشاد بالدور الذي يضطلع به المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي "يسبر قنوات مختلفة" للتواصل.
وقال غروسي إن "إيمانويل ماكرون حاضر بقوّة، كما كان دوما"، منوّها بالجهود المبذولة من كلّ من فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وشدّد على ضرورة استطلاع آراء كلّ الأطراف، بدءا بالولايات المتحدة التي انسحبت من اتفاق العام 2015.
وأشار إلى أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست طرفا في الاتفاق، لكن لا غنى عنها في كلّ سيناريو. ونحن نواصل العمل إذن مع السفير ويتكوف".
والأسبوع الماضي، اعتبرت الترويكا الأوروبية أن إيران لا تستوفي الشروط التي تسمح بتمديد فترة رفع العقوبات، ممهّدة لإعادة فرضها.
وتطالب باريس ولندن وبرلين الجمهورية الإسلامية بمنح مفتّشي الوكالة وصولا كاملا إلى المنشآت الأساسية، بما فيها تلك التي تضرّرت بفعل الهجمات الإسرائيلية والأميركية في حزيران/يونيو الماضي. كما تشترط الدول الأوروبية استئناف المفاوضات لا سيّما مع الجانب الأميركي.
وتندّد طهران من جهتها بما تعتبره ضغوطا سياسية ضدّها، متّهمة الأوروبيين بعدم تلقّف مقترح "متوازن" تقدّمت به لم يكشف عن مضمونه.
وأورد غروسي "أنا لست لا متفائلا ولا متشائما" بشأن مآل هذا الأسبوع، لكنه أشار إلى أن قنوات الاتصال لم تنقطع، ما يحيي الآمال بالتوصّل إلى حلّ دبلوماسي فيما يركّز الدبلوماسيون على إبرام اتفاق موقت يعطيهم مزيدا من الوقت للتفاوض.
وقال "آمل حقا أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق، وأعتقد أنه لا يمكن استبعاد ذلك".
كما شدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية على ضرورة "التعامل مع الوضع بحذر" وتجنب الاعتبارات السياسية للحفاظ على شكل من أشكال التعاون مع السلطات الإيرانية، وبالتالي تجنب سيناريو أكثر تعقيدا يتمثل في انسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي.
- زابوريجيا أيضا -
وأضاف "بالطبع، سيقول البعض إنهم (أي الإيرانيين) يماطلون، لكنني لستُ في هذا الوارد. هذا يرتبط بالتفسير السياسي".
وتابع غروسي "علينا التعامل مع الوضع بحذر، لأن ما يهم هو إبقاء إيران ضمن إطار المعاهدة" ومواصلة التعاون.
ودعا رافايل غروسي إلى عدم تناسي البلدان الأخرى، ولا سيّما أوكرانيا التي تدخل حربها مع روسيا عامها الرابع هذا الشتاء.
وقال "إذا لم نعد نسمع عن زابوريجيا، فهذا لا يعني أن الوضع بات أفضل حالا"، مذكّرا بأن الوكالة ما زال لديها خبراء في المحطة النووية الأوكرانية التي باتت تحت سيطرة روسيا.
وأشار "ما زلنا نلحظ نشاطا عسكريا كثيفا... وتشبيكا كهربائيا ضعيفا جدّا بين المحطّة النووية وخطوط التغذية الخارجية، ما يعني أن وضع المحطة في خطر".
كما أن مستويات المياه اللازمة لتبريد المحطة "قُوّضت بدورها".
وفي ظلّ هذا الوضع "الهشّ"، يتوجّه غروسي "في فترة لاحقة من الأسبوع" إلى موسكو للمشاركة في منتدى دولي حول الصناعات النووية.
ومن شأن هذا المنتدى أن يمنحه فرصة "لمواصلة مناقشاتي"، من دون أن يكشف عن الجهات التي قد يجتمع بها.
AFP