الشرع يستبعد انضمام سوريا قريباً إلى "الاتفاقات الإبراهيمية" مع إسرائيل

الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع
الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع

أربيل (كوردستان 24)- أعرب الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع الاثنين على هامش زيارته نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن أمله في التوصل إلى اتفاقية أمنية من شأنها تخفيف التوترات مع إسرائيل، لكنه استبعد انضمام بلاده قريبا إلى "اتفاقات السلام الإبراهيمية" مع إسرئيل.

وسيلتقي الرئيس السوري، وهو قيادي جهادي سابق أطاحت قواته الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الفائت، وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، كما سيلقي أول خطاب لرئيس سوري أمام الجمعية العامة منذ عقود.

وحدد المسؤولون السوريون هدفا بإبرام اتفاقيات عسكرية وأمنية بحلول نهاية العام مع إسرائيل التي شنّت قواتها هجمات متكررة على الأراضي السورية وسط الفوضى التي تسود البلاد منذ سقوط الأسد.

وأشار الشرع خلال اجتماع عُقد في فندق بنيويورك على هامش قمة الأمم المتحدة إلى أن بلاده قد تناقش مسألة الجولان المحتلّ مع اسرائيل في حال التزمت الأخيرة بالتهدئة، مؤكدا في الوقت نفسه أن المفاوضات الهادفة للتوصل إلى اتفاق أمني مع الدولة العبرية بلغت مراحل "متقدمة".

وتابع "آمل أن يتوج هذا الأمر باتفاق يحفظ سيادة سوريا ويطمئن بعض المخاوف الأمنية الموجودة عند إسرائيل".

لكن الشرع اعتمد مقاربة حذرة لدى سؤاله عما إذا كانت سوريا ستنضم إلى ما يُسمى "اتفاقيات إبراهام" التي طبّعت بموجبها الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب علاقاتها مع إسرائيل عام 2020.

وقال "هناك فرق كبير ما بين سوريا والدول التي ذهبت في الاتفاقيات الإبراهيمية" إذ إن "إسرائيل لا تزال تحتل الجولان"، كما أن الدول "التي ذهبت باتفاقات إبراهيمية (...) ليست لديها حدود مجاورة مع إسرائيل".

وأشار إلى أن إسرائيل نفذت منذ إطاحة نظام الأسد "تقريبا نحو ألف غارة دمرت فيها الكثير من المؤسسات السورية" كما أجرت ما يناهز "أربعمئة توغل عسكري بري داخل الأراضي السورية".

واحتلت اسرائيل هضبة الجولان في حرب 1967، ثم ضمتها عام 1981، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وفي أعقاب إطاحة الأسد، تقدّمت القوات الإسرائيلية إلى مواقع في المنطقة العازلة في الجولان والقائمة بموجب اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974.

وقد شنّت الدولة العبرية مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية، قائلة إن هدفها الحؤول دون استحواذ السلطات الجديدة على ترسانة الجيش السابق. وأعلنت مرارا تنفيذ عمليات برية وتوقيف أشخاص تشتبه بقيامهم بأنشطة "إرهابية" في الجنوب السوري.

وتطالب اسرائيل بأن يكون الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح.

لا تزال سوريا وإسرائيل في حالة حرب رسميا، لكنهما بدأتا مفاوضات مباشرة بعد إطاحة الأسد، والتقى ممثلون للبلدين مرات عدة في الأشهر الأخيرة.

وأعرب الشرع عن شكوكه حيال نوايا إسرائيل، متسائلا عما إذا كانت الدولة العبرية تسعى إلى توسيع نفوذها في سوريا، ومتهما إياها بانتهاك اتفاقيات السلام مع مصر والأردن.

وقال "ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار أن الشارع العربي والإسلامي حاليا لديه غضب كبير مما يحصل في غزة"، لافتا إلى أن "كل العالم يشاهد مشاهد التجويع والقتل"، وهذه "كلها عوامل تؤثر على المزاج العام، لأن النتيجة في نهاية المطاف نحن حكومة خرجنا في ظل الثورة، ونحن ينبغي أن نكون صدى لصوت الشعب".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اعتبر الأحد أن الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله فتحت الباب أمام احتمال السلام مع لبنان وسوريا.

منذ توليه السلطة، استبدل أحمد الشرع زي المقاتل بزي رئيس الدولة، والتقى قادة أجانب بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أيار/مايو في المملكة العربية السعودية. وأعلن ترامب رفع العقوبات الأميركية عن دمشق.

AFP

 
Fly Erbil Advertisment