فارس عيسى: الاتفاق الثلاثي نواة لحل كافة الملفات العالقة بين أربيل وبغداد

أربيل (كوردستان24)- أشار رئيس ممثلية حكومة إقليم كوردستان في بغداد فارس عيسى، اليوم السبت 27 أيلول 2025، إلى أن مسرور بارزاني رئيس حكومة الإقليم في أول كلمة له أمام برلمان كوردستان أعلن (ان شعب كوردستان يتأمل الكثير من التشكيلة الحكومية التاسعة، وقد تحملنا المسؤولية ونعمل بكل جهد لنكون عند حسن ظنهم وتحقيق طموحاتهم)، مؤكداً أنه رغم كل الضغوطات والأزمات التي واجهتها هذه التشكيلة، إلا أن تأمين الاستقرار الاقتصادي لمواطني إقليم كوردستان كان أولوية لدى الحكومة.
حكومة كوردستان لن تسمح أن يتم التعامل مع مواطني الإقليم كمواطنين من الدرجة الثانية
وقال عيسى خلال استضافته في نشرة الثامنة لـ كوردستان24، إن "تأمين رواتب موظفي إقليم كوردستان، كان أحد التحديات التي واجهت التشكيلة التاسعة، وهي ماضية في حلها، وقد تمكنت الحكومة خلال الأيام الأخيرة من حل ملف استئناف تصدير النفط ومن المقرر حل مشكلة الرواتب، بعد إزالة كافة المعوقات التي كانت تعترض استلام الموظفين رواتبهم في وقتها، ولن تسمح الحكومة أن يتم التعامل مع مواطني الإقليم كمواطنين من الدرجة الثانية".
وأفاد عيسى بتلقي كافة المؤسسات المعنية التوجيهات بالعمل على اتخاذ الاجراءات لإرسال رواتب شهر آب، وعليه سيتم إيداع الرواتب خلال الأسبوع الجاري".
الاتفاق الثلاثي سيوفر الاستقرار السياسي والمالي
وبشأن الاتفاق الثلاثي حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان، قال عيسى، إن "الاتفاق لا يخص ملف النفط وحده، وإنما يشمل حل كافة المسائل العالقة بين أربيل وبغداد، ومن شأنه توفير الاستقرار السياسي والمالي، وعليه نتوقع إرسال كافة الرواتب المتأخرة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة".
وأعرب عيسى عن أسفه حيال تسييس قضية الرواتب من قبل بعض الأطراف في بغداد، واستخدامها كأداة ضغط ضد الإقليم، مؤكداً أن الرواتب سيتم إرسالها في وقتها في حال لم يتم التعامل سياسياً مع ملف الرواتب.
العراق لن يشهد أي استقرار دون حل كافة الخلافات مع إقليم كوردستان
وجدد عيسى التأكيد على إصرار حكومة إقليم كوردستان، على حل كافة الملفات والمسائل العالقة، بين أربيل وبغداد، وهناك حوار متواصل بين الطرفين، مشيراً إلى أن العراق لن يشهد أي استقرار، دون حل كافة الخلافات مع إقليم كوردستان".
كما وأعرب عيسى عن أمله أن يتم تنفيذ الاتفاق كماهو، مشيراً إلى أنه سيكون نواة لحل كافة الملفات الأخرى.
وبعد توقف دام قرابة 30 شهراً، عاد نفط إقليم كوردستان اليوم ليتدفق مجدداً عبر خط الأنابيب الاستراتيجي إلى ميناء جيهان التركي، معلناً عودة الإقليم كلاعب رئيسي على خريطة الطاقة العالمية.
وجاء استئناف التصدير تتويجاً لاتفاق ثلاثي بين حكومة إقليم كوردستان، والحكومة الاتحادية في بغداد، والجانب التركي.
وشهدت نقطة القياس في معبر فيشخابور الحدودي لحظة تاريخية، حيث قام ممثلون عن وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كوردستان ووزارة النفط العراقية معاً بفتح الصمامات، إيذاناً ببدء ضخ النفط الخام من جديد.
تفاصيل الاستئناف والآلية الجديدة
وفقاً للاتفاق، ستقوم شركة تسويق النفط العراقية (سومو) ببيع النفط المصدر من الإقليم. وأكد المسؤولون أن العملية تمت بسلاسة ودون أي عوائق فنية.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، قال أمير خليل، مدير عام شركة نفط الشمال: "استؤنف اليوم تصدير نفط إقليم كوردستان في تمام الساعة السادسة وخمسين دقيقة صباحاً. الكمية الأولية المصدرة تبلغ 190 ألف برميل يومياً، وسترتفع تدريجياً خلال الأسابيع القادمة. بحمد الله، سارت العملية بسلاسة تامة، وقد وصلت الشحنات بالفعل إلى الأراضي التركية وبدأت محطات ميناء جيهان باستلامها".
تحديات فنية ومالية
أوضحت ممثلة وزارة الثروات الطبيعية أن استئناف الإنتاج الكامل يتطلب وقتاً، نظراً للتحديات الفنية والمالية الناجمة عن توقف الحقول النفطية لفترة طويلة. وأضافت: "هناك عاملان رئيسيان، الأول فني يتعلق بصيانة الآبار التي توقفت عن الإنتاج، والثاني مالي مرتبط بالاتفاق مع الشركات المشغلة للحقول".
وبموجب الاتفاق، تبلغ تكلفة استخراج ونقل البرميل الواحد حوالي 16 دولاراً، سيتم تسديدها للشركات النفطية على شكل كميات من النفط الخام بدلاً من المبالغ النقدية.
أهمية استراتيجية واقتصادية
بعد أكثر من عامين ونصف من التوقف، يُعيد هذا التطور ربط إقليم كوردستان بأسواق الطاقة العالمية، مما يفتح آفاقاً جديدة للاستقرار الاقتصادي والسياسي.
ومن المتوقع أن يكون لهذه الخطوة تأثير إيجابي على استقرار أسواق الطاقة العالمية من جهة، وعلى تعزيز الإيرادات المالية للإقليم والعراق بشكل عام من جهة أخرى، مما يساهم في تأمين الرواتب والمستحقات المالية لإقليم كوردستان.