فيروس الهربس يفتك بالأسماك في ذي قار… أزمة بيئية واقتصادية تهدد الأمن الغذائي
أربيل (كوردستان 24)- تشهد محافظة ذي قار أزمة خطيرة بعد تفشي فيروس الهربس القاتل بين الأسماك، ما أدى إلى نفوق أعداد هائلة منها في الأحواض والمزارع السمكية، مهدداً بذلك الثروة السمكية في المحافظة، ومؤثراً بشكل مباشر على الأمن الغذائي للسكان.
محمد باقر، أحد مربي الأسماك، أوضح لـ كوردستان24:
"المرض المنتشر يجعل الأسماك تتجمع في مكان واحد وتظهر بقع وآثار على أجسادها. في هذه المزارع يعمل نحو عشرة أشخاص بين صاحبها والعمال، لكن اختلاط مياه الصرف الصحي بأحواض التربية ساعد على انتشار الفيروس."
من جانبه، أشار المربي أبو علاء إلى حجم الخسائر التي لحقت بهم قائلاً:
"تكبدنا خسائر كبيرة والمشاكل باتت متفاقمة. نشتري الأدوية التجارية بمبالغ طائلة من دون أي دعم حكومي، والفيروس يفتك بأجساد الأسماك ويؤدي إلى نفوقها بشكل مستمر."
الدكتور ميثم عباس، مدير قسم الثروة الحيوانية في مديرية زراعة ذي قار، أكد أن الأزمة مرتبطة بشكل أساسي بالظروف البيئية:
"الجفاف والتغيرات البيئية كانت السبب وراء تفشي هذا الفيروس، خاصة في مناطق الأهوار. انخفاض مستوى المياه أدى إلى خلل في السلسلة الغذائية للأسماك، ما ألحق أضراراً كبيرة بالمربين. يمكن القول إن السبب الرئيسي لهذه الكارثة هو الجفاف."
لم يقتصر الضرر على الجوانب البيئية والغذائية فحسب، بل امتد إلى الاقتصاد المحلي. إذ يعتمد آلاف المواطنين في ذي قار على تربية الأسماك كمصدر رزق رئيسي. ومع تفاقم الخسائر، اضطر العديد من المربين إلى إغلاق مشاريعهم، في ظل غياب شبه تام لأي دعم حكومي.
وعلى الرغم من حجم الكارثة، لا تزال الاستجابة الحكومية ضعيفة، الأمر الذي أثار موجة استياء شعبي واسع، وسط دعوات عاجلة للتدخل وإنقاذ هذا القطاع الحيوي قبل فوات الأوان.
تقرير: حيدر حنون – كوردستان24 – الناصرية