كوردستان تقدم نموذجها في التعايش الديني بواحدة من أبرز الندوات الدولية في أمريكا

أربيل (كوردستان24)- شهدت جامعة بريغهام يونغ في ولاية يوتا الأمريكية انعقاد الندوة السنوية الثانية والثلاثين للقانون والدين الدوليين، بمشاركة أكثر من 100 وفد من 54 دولة، ضمن حدث أكاديمي وفكري استمر ثلاثة أيام تناول قضايا الحرية الدينية والتعايش بين أتباع الأديان ودور القانون في حماية التنوع الديني.

منصة للحوار بين القانون والدين
تضمنت الندوة محاضرات وجلسات نقاش وأبحاث علمية قدمها أكاديميون ورجال دين ومسؤولون حكوميون من مختلف أنحاء العالم. وقال بريت شارفس، مدير المركز الدولي لدراسات القانون والدين في الجامعة، في حديث لكوردستان24:
"الهدف من هذه الندوة هو جمع القادة الدينيين والأكاديميين والمسؤولين الحكوميين للحوار حول القضايا المشتركة بين القانون والدين. نحن نؤمن بأننا عندما نجمع الناس والخبراء معاً للاستماع بعمق، يمكننا أن نتعلم من بعضنا البعض. لا أحد يمتلك كل الإجابات، لكن من خلال الحوار نستطيع أن نصل إلى فهم أعمق لمشاكلنا المشتركة."
مشاركة كوردستانية تبرز تجربة فريدة
وشارك الدكتور عبدالله ويسي، رئيس اتحاد علماء الإسلام في كوردستان، بمحاضرة حول رسالة الدين الإسلامي في تعزيز التسامح والتعايش، مؤكداً أن إقليم كوردستان يمثل نموذجاً متميزاً في المنطقة من حيث احترام حرية المعتقد والتنوع الديني.

وقال الدكتور ويسي في تصريح خاص لكوردستان24:
"لفت انتباهي أن العديد من المشاركين لم يكونوا على اطلاع بحقيقة التعايش الديني في إقليم كوردستان. كانوا ينظرون إلى العراق بعين واحدة، ويركزون فقط على ما تتعرض له بعض المكونات في مناطق أخرى من البلاد. لكن عندما قدمنا لهم الأدلة الواقعية عن واقع كوردستان، عبروا عن إعجابهم الكبير بهذا النموذج الفريد من التعايش."
إشادة أمريكية بتجربة كوردستان
عدد من الباحثين الأمريكيين المشاركين في الندوة وصفوا مشاركة وفد كوردستان بأنها إضافة نوعية للنقاش الأكاديمي حول الدين والتعايش، لاسيما وأن الإقليم يحتضن أتباع ثمانية أديان مختلفة يعيشون بحرية وسلام.
وقالت إليزا ألديس، الباحثة وخريجة جامعة بريغهام يونغ، في حديثها لكوردستان24:
"كلمات السيد عبدالله ويسي كانت مؤثرة جداً، خصوصاً عندما أجاب عن سؤال حول العنف في المنطقة، وأوضح أن الدين ليس سبب العنف، بل طريقة تعامل الناس مع الدين هي التي تحدد ما إذا كانت نتائجه إيجابية أم سلبية. كانت رسالته إنسانية ومهمة للغاية."

حوار من أجل عالم أكثر تفهماً
تُعد هذه الندوة من أبرز المنصات العالمية التي تسعى إلى تعزيز الحوار بين أتباع الديانات المختلفة، وتُعقد سنوياً في الولايات المتحدة بهدف ترسيخ قيم التسامح والتفاهم بين الشعوب. وقد شكل حضور وفد إقليم كوردستان هذا العام نقطة مضيئة في النقاش الدولي حول التعايش الديني ودور المجتمعات في بناء السلام.
تقرير : عيسى حسن – كوردستان24 – أمريكا