نازحو جرف الصخر: العودة إلى الديار أهم من صناديق الاقتراع

أربيل (كوردستان 24)- مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية، يسود شعور واسع بين النازحين في المخيمات بعدم التفاؤل بإحداث أي تغيير حقيقي، بعد سنواتٍ من الوعود الانتخابية التي لم تتحقق، وبقاء أوضاعهم المعيشية على حالها.

في مخيم بزيبز بمحافظة الأنبار، حيث يعيش مئات العائلات النازحة من منطقة جرف الصخر منذ أكثر من عقد، تتجدد المطالبات القديمة: العودة إلى الديار بدلاً من الانشغال بالانتخابات والشعارات.

يقول أبو عدنان، وهو نازح من جرف الصخر، في حديثه لكوردستان24: "سئمنا الوعود. قررنا مقاطعة الانتخابات بالكامل، لأننا لم نعد نصدق الشعارات. ما نريده بسيط: أن نعود بكرامة إلى بيوتنا التي هُجّرنا منها قسراً قبل أكثر من 11 عاماً."

ويضيف: "العودة إلى جرف الصخر أهم من أي انتخابات. أرضنا وديارنا هي كرامتنا، والعيش فيها سيعيد لنا حياتنا الطبيعية ونخرج من معاناة المخيمات التي أثقلت نفسيتنا طوال هذه السنوات."

مخيم بزيبز… عنوان لمعاناة مستمرة

يُعد مخيم بزيبز أحد أبرز رموز معاناة النازحين في العراق، إذ يؤوي منذ عام 2014 مئات العائلات من جرف الصخر والعويسات ومناطق أخرى، يعيشون ظروفاً صعبة وسط ضعف الخدمات وإهمال حكومي واضح.

ويقول محمد الدليمي، منسق وزارة الهجرة والمهجرين في الأنبار، في تصريح لكوردستان24:

"ملف جرف الصخر لا يزال عالقاً دون حلول جذرية، وهناك إهمال واضح من الجهات المعنية. نطالب الحكومة الاتحادية بإيجاد حل سريع يضمن عودة العوائل النازحة إلى مناطقها الأصلية."

الانتخابات وغياب الأمل

في الوقت الذي تتسابق فيه الكتل السياسية لإطلاق برامجها الانتخابية، يرى النازحون أن صناديق الاقتراع لن تغيّر واقعهم ما لم تتحقق وعود العودة.

فبعد أكثر من عشر سنوات على النزوح، ما تزال آلاف العائلات تنتظر خطوة حقيقية تعيدها إلى منازلها، معتبرة أن "العودة إلى الديار هي الانتخاب الحقيقي الذي يعيد الكرامة قبل الأصوات".

 
 
Fly Erbil Advertisment