مسؤول الشؤون الإنسانية الأممي يؤكد من غزة أن إيصال المساعدات "مهمة هائلة"

أربيل (كوردستان24)- أكد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر خلال زيارة لغزة السبت أن إدخال المساعدات الطارئة إلى القطاع الفلسطيني الذي دمرته الحرب على مدى عامين "مهمة هائلة".
في الأثناء، أعلنت السلطات الإسرائيلية السبت أنها حددت هوية رفات رهينة كان محتجزا في غزة وتم تسليمه في اليوم السابق، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة تسلم جثامين 15 فلسطينيا.
وخلال زيارته لمدينة غزة، قال فليتشر إنه عاين حجم الدمار، وقال لوكالة فرانس برس في حي الشيخ رضوان "جئت إلى هنا قبل سبعة أو ثمانية أشهر. كانت معظم هذه المباني لا تزال قائمة. أما الآن، فمن المروع للغاية رؤية جزء كبير من المدينة تحول إلى أرض خلاء".
وأضاف "لدينا الآن خطة ضخمة مدتها 60 يوما لزيادة الإمدادات الغذائية، وتوزيع مليون وجبة يوميا، والبدء في إعادة بناء القطاع الصحي، وإقامة خيام لفصل الشتاء، وإعادة مئات الآلاف من الأطفال إلى المدارس".
وقال فليتشر الذي دخل قطاع غزة الجمعة، إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمامه "مهمة هائلة (...) لكننا مدينون بذلك للناس هنا الذين عانوا الكثير".
- البحث عن الجثامين -
في أنحاء غزة، يعمل عناصر الإنقاذ على انتشال جثامين الفلسطينيين من تحت الأنقاض، في حين تسعى حماس إلى استخراج رفات الرهائن الإسرائيليين الذين من المقرر أن تسلمهم للصليب الأحمر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وينتظر فريق مكون من 81 عنصرا من وكالة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) على الحدود المصرية منذ الجمعة للدخول والمساعدة في البحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين، وفق ما أفاد مسؤول تركي كبير وكالة فرانس برس.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي اضطلع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدور رئيسي في التوصل إليه ودخل حيز التنفيذ في العاشر من الشهر الحالي، كان يجب على حماس إعادة كل الرهائن الأحياء والأموات بحلول 13 تشرين الأول/أكتوبر.
وأفرجت حماس في المهلة المحددة عن الرهائن العشرين الأحياء لكنها لم تسلم سوى عشرة جثامين من أصل 28.
وصباح السبت، أعلنت السلطات الإسرائيلية أنها تعرفت على هوية رفات الرهينة السبعيني إلياهو مارغاليت الذي قتل في كيبوتس نير عوز خلال هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023 ونقل جثمانه إلى قطاع غزة.
وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إن إسرائيل "لن تساوم ولن تألو جهدا حتى عودة كل الرهائن الأموات".
وأكدت حماس الجمعة "التزامها بالاتفاق وحرصها على تطبيقه وعلى تسليم كل الجثامين الباقية".
وأضافت أنّ "إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليّين قد تستغرق بعض الوقت، فبعضها دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض المباني التي قصفها وهدمها".
تعتبر إسرائيل أن التأخير في تسليم الرفات يشكل انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار.
في المقابل، دانت حركة حماس "الانتهاكات العديدة للاتفاق".
وأعادت إسرائيل جثامين 15 فلسطينيا إلى غزة السبت، ما يرفع العدد الإجمالي الذي سلمته إلى 135 جثمانا، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس في القطاع.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن بعض الجثامين التي أعيدت السبت "تظهر عليها علامات التنكيل والضرب وتكبيل الأيدي وتعصيب الأعين"، وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي.
وأعلن الدفاع المدني في غزة السبت انتشال جثث تسعة فلسطينيين، قال إنهم قُتلوا في اليوم السابق في ضربة إسرائيلية على حافلة. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "رصد مركبة مشبوهة تتجاوز الخط الأصفر"، وإن جنوده "أطلقوا النار لإزالة التهديد"، معتبرا أن العملية تمّت "وفقا لبنود الاتفاق".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة إكس مساء الجمعة إن الجيش "بدأ بترسيم الخط الأصفر الذي يمتد على أكثر من 50% من أراضي غزة، بعلامات خاصة مستمرة لتحديد (حدوده) بوضوح".
وأعلن الدفاع المدني في غزة الجمعة انتشال جثامين 280 فلسطينيا من تحت الأنقاض منذ سريان وقف إطلاق النار. وتقدر السلطات المحلية أن حوالى 10 آلاف جثة مدفونة تحت الأنقاض في غزة.
- وصول مقيّد -
في الأثناء، لا يزال الدخول إلى قطاع غزة الذي تسيطر إسرائيل بالكامل على حدوده، يخضع لقيود شديدة.
ودعا برنامج الأغذية العالمي الجمعة إلى فتح جميع المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل مع القطاع الفلسطيني "لإغراقه بالمواد الغذائية".
وينص الاتفاق المبرم على أنه "بمجرد قبول هذا الاتفاق، سيتم إيصال المساعدات بشكل كامل على الفور إلى قطاع غزة".
وتتضمن مرحلة لاحقة من خطة السلام نزع سلاح حماس والعفو عن مقاتليها أو خروجهم إلى المنفى واستمرار الانسحاب الإسرائيلي، وهي نقاط تظل خاضعة للنقاش.
أسفر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن مقتل 1221 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وفي قطاع غزة، أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية بما لا يقل عن 67967 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
AFP