نجاة الوائلي: إهمال الدولة للمزارعين دفعهم إلى الهجرة من الريف نحو المدن

أربيل (كوردستان24)- حذّرت الباحثة والمختصة في الشأن الزراعي نجاة الوائلي من استمرار ما وصفه بـ"إهمال الدولة المزمن" للقطاع الزراعي والمزارعين، مؤكدًا أن هذا الإهمال كان السبب الرئيس في نزوح آلاف الفلاحين من الريف إلى المدن خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى توسّع المناطق العشوائية وتراجع الإنتاج الزراعي في البلاد.

وقالت الوائلي في تصريحٍ خاص لكوردستان24 إن المدن العراقية تشهد نهضة عمرانية من جهة، لكنها في الوقت نفسه تعاني تخريبًا من نوعٍ آخر نتيجة غياب التخطيط وسوء إدارة المشاريع الخدمية، موضحًا أن “الإعمار موجود، لكن بعد فترة قصيرة تبدأ عمليات الحفر مجددًا في الشوارع ذاتها، وكأن هناك غيابًا كاملًا للتنسيق بين الجهات الحكومية”.

وأضافت أن البلديات غير قادرة على تقديم خدماتها في المناطق التي نشأت بشكلٍ عشوائي خارج حدودها الإدارية، مشيرًا إلى أن "الكثير من هذه الأحياء بُنيت على أراضٍ زراعية تابعة لفلاحين اضطروا إلى ترك أراضيهم بسبب شحّ المياه وانعدام الدعم الحكومي للقطاع الزراعي".

وأوضحت الوائلي أن الفلاحين الذين نزحوا من الريف إلى المدينة سعوا إلى بناء مساكن مؤقتة أو بسيطة في أطراف المدن، ما أدى إلى تحوّل تلك المناطق تدريجيًا إلى أحياء غير منظمة تفتقر إلى الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والصرف الصحي، مبينًا أن "هذه الظاهرة باتت تتفاقم مع كل عام، في ظل غياب الحلول الحكومية الجدية".

كما أشارت إلى أن الكثير من الأراضي الزراعية لم تعد تحصل على حصتها الكافية من المياه، ما جعل الفلاح عاجزًا عن الاستمرار بالزراعة. وأضاف:

"الفلاح اليوم مظلوم… الدولة لم تقدم له الدعم الكافي لا بالمياه ولا بالإعانات الزراعية، ولهذا ترك الأرض بحثًا عن حياة أفضل في المدينة، لكنه وجد نفسه في عشوائيات بلا خدمات."

وأكدت الوائلي أن معالجة الأزمة تتطلب إستراتيجية وطنية لإحياء الزراعة وتوزيع الحصص المائية بعدالة، إضافة إلى تنظيم البناء العشوائي وتفعيل القوانين الخاصة بحماية الأراضي الزراعية من التجاوز.

 
Fly Erbil Advertisment