"ينبوع الشباب"... مكمل غذائي يحدث ثورة في محاربة الشيخوخة

أربيل (كوردستان24)- أُشيد مؤخراً بجزيء صغير يُحتمل أن يُعزز طول العمر ويُكافح بعض الأمراض، لكن الخبراء يدعون إلى إجراء المزيد من الأبحاث حوله.

ويُعرف NAD+ (نيكوتيناميد أدينين ثنائي النوكليوتيد) - الملقب غالباً بـ«ينبوع الشباب»- بأنه إنزيم مساعد ضروري لبقاء الخلايا، والذي يتراجع بشكل طبيعي مع التقدم في السن. في السنوات الأخيرة، ازدادت شعبية المكملات الغذائية المُصممة لتعزيز مستويات NAD+.

في الشهر الماضي، راجع باحثون بقيادة جامعة أوسلو دراسات سريرية تبحث في العلاقة بين NAD+ والشيخوخة، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

خلصت المراجعة، التي نُشرت في مجلة Nature Aging، إلى أن استعادة مستويات NAD+ يمكن أن تُساعد في تعزيز الشيخوخة الصحية، وربما إبطاء أو علاج الأمراض العصبية التنكسية.

تحتوي كل خلية في الجسم على NAD+، الذي يلعب دوراً حاسماً في وظائف الجسم الأساسية للبقاء.

أظهرت أبحاث سابقة أن مرضى ألزهايمر يُظهرون «مستويات منخفضة بشكل ملحوظ» من NAD+، وهو ما يتماشى مع حقيقة أن NAD+ يتراجع مع التقدم في السن.

صرح إيفاندرو فاي فانغ-ستافيم، الأستاذ المشارك في جامعة أوسلو، في بيان صحافي: «قد يكون NAD+ مفتاحاً لشيخوخة صحية، ويمكن أن يحمينا من أمراض مثل ألزهايمر وباركنسون. ومع ذلك، نحتاج إلى مزيد من البحث حول كيفية استخدام NAD+ بفعالية في علاج المرضى».

فوائد تعزيز NAD+

أظهرت الأبحاث أن تعزيز NAD+ يُمكن أن يُحسّن وظائف الميتوكوندريا والخلايا الجذعية، ويُحسّن استقلاب الطاقة، ويُحسّن التركيز والمزاج، ويُدعم إصلاح الأنسجة، وفقاً للدكتورة أماندا خان، طبيبة باطنية معتمدة وخبيرة في طول العمر بمدينة نيويورك الأميركية.

وقالت لشبكة «فوكس نيوز»: «من منظور طول العمر، يُعد NAD+ أحد أهم الجزيئات في الحفاظ على وظائف الخلايا الشبابية. يُنشّط مسارات طول العمر التي تحمي من تلف الحمض النووي والالتهابات».

وأضافت خان أن تعزيز NAD+ يدعم أيضاً حماية الأعصاب من مرضي ألزهايمر وباركنسون، ويعزز حساسية الأنسولين، ويُقلل الالتهابات، ويُصلح البشرة، ويعزز المناعة، ويُحسّن الأعراض لدى مرضى «كوفيد-19» الذين يعانون من أعراض طويلة الأمد.

بدوره، أكد الدكتور هالاند تشين، وهو طبيب معتمد في نيويورك ومتخصص في طول العمر، أن الدراسات التي أجريت على الحيوانات والنماذج البشرية المبكرة تُظهر أن الحفاظ على مستويات صحية من NAD+ يُمكن أن يُحسّن عملية التمثيل الغذائي للطاقة، والوظائف الإدراكية، والحيوية بشكل عام.

وصرح لـ«فوكس نيوز» قائلاً: «إن استعادة NAD+ تتعلق في نهاية المطاف بإصلاح الخلايا وتحسين الميتوكوندريا، وليس مجرد زيادة في الطاقة». وأضاف: «تُظهر التجارب السريرية أن علاج NAD+ يُعزز الطاقة والتركيز والقدرة على التحمل، مع دعم إزالة السموم وتقليل الإجهاد التأكسدي الناتج عن الحياة اليومية أو السفر أو قلة النوم».

طرق تعزيز NAD+

في الدراسات السريرية، تناول أشخاص يعانون من أمراض مرتبطة بالعمر مركبات مصممة لتعزيز NAD+.

في حين أن NAD+ نفسه جزيء كبير لا يستطيع العبور إلى الخلايا، إلا أن «سلائف NAD+» يمكنها دخول الخلايا ثم العمل على تكوين NAD+، كما يؤكد الخبراء.

تشمل هذه السلائف ريبوسيد النيكوتيناميد (NR) وأحادي نيوكليوتيد النيكوتيناميد (NMN). يتناول معظم الناس هذه السلائف على شكل حبوب أو كبسولات أو مساحيق.

قالت خان: «يمكن لسلائف NAD الفموية أن ترفع مستويات NAD+ بشكل طفيف، وهي مناسبة للاستخدام اليومي المتواصل». وأضافت: «في المقابل، تتجاوز الحقن الوريدية الأمعاء وتُوصل NAD+ مباشرةً إلى الدورة الدموية، مما يؤدي إلى تأثيرات أسرع وأكثر وضوحاً على الطاقة والتركيز والتعافي».

كما تصف خان بخاخاً أنفياً أقل تركيزاً من NAD+ للمرضى الذين لا يتحملون الإبر، على الرغم من أنها قالت إن فوائده عادةً ما تكون أقل وضوحاً.

وأشار تشين إلى أن المكملات الغذائية الفموية هي الأفضل للاستخدام اليومي المتواصل، بينما غالباً ما يُختار العلاج الوريدي "لإعادة تنشيط الخلايا بسرعة، أو التعافي بعد السفر، أو تحسين الأداء... تستمر الجلسات عادة من ساعتين إلى أربع ساعات ويتم تقديمها كسلسلة من ثلاث دفعات خلال سبعة إلى عشرة أيام، تليها متابعة شهرية".

المصدر.. صحيفة الشرق الأوسط

 

 
Fly Erbil Advertisment