مسرور بارزاني: حكومة إقليم كوردستان تضع حماية البيئة نصب عينيها في كافة المشاريع التي تطلقها
أربيل (كوردستان24)- أشار رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، اليوم الخميس 30 تشرين الأول 2025، إلى مشروع حزام أربيل الأخضر، بأنه سيساهم في تحسين البيئة، وقال "حكومة إقليم كوردستان تضع حماية البيئة نصب عينيها في كافة المشاريع التي تطلقها".
واستهل مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كوردستان، كلمته خلال مراسم غرس أول شجرة ضمن مشروع الحزام الأخضر في أربيل قائلاً: "يقول مولانا جلال الدين الرومي: الزهرة تخضر بماء المطر وليس بصوت الرعد والبرق، ونحن أيضاً سنستمر بهدوء وثبات في إعمار كوردستان".
وأضاف: أشكر الأصدقاء والخبراء اليونانيين الذين حضروا اليوم هنا كممثلين لحكومة بلادهم، وأولئك السادة والخبراء الذين جاؤوا لمساعدتنا في بدء هذا المشروع، وخاصة في زراعة شجر الزيتون. قبل فترة قصيرة، تحدثت معهم وعلمت منهم أن مصدر شجر الزيتون جاء من هذه المنطقة. إعادة شجر الزيتون إلى هذه الأماكن له معنى كبير بحد ذاته. فهو منتج مبارك ومفيد، ويمكننا أن نستفيد منه كثيراً في إنشاء الحزام الأخضر لأربيل.
كما أشار رئيس الحكومة إلى أن المشروع سيوفر فرص عمل للشباب، والراغبين في العمل سيتلقوا التدريبات التي تمكنهم من العمل مع مشروع الدعم البيئي بأفضل طريقة ممكنة.
مسرور بارزاني، أشار إلى أهمية المشروع لسلامة البيئة وتنقية الهواء مثلها مثل الكثير من المشاريع التي أولى حكومته اهتماماً كبيراً بها، وقال : "تمنينا أن نقوم بالمزيد، لكن للأسف واجهنا الكثير من العراقيل، بالرغم من ذلك وبجهود المسؤولين والقائمين على المشروع ودعمهم أصرينا على الالتزام وتنفيذ المشروع".
ولفت إلى أنه في كل مكان في العالم ينزح البشر من المناطق الجافة نحو الخضراء ونحو الأماكن الحية. وقال: "نحن لا ننتظر حدوث المعجزات بل يجب علينا أن نصنعها ونبني وطننا".
وقال أيضاً: "قبل أن تبدأ جميع هذه المشاريع، كان أملنا أن نستطيع في فترة قصيرة، إلى جانب هذا المشروع، تنفيذ العديد من المشاريع الأخرى، ولكن للأسف لم نتلقَ التعاون المطلوب، بل على العكس واجهنا الكثير من الصعوبات في التنفيذ مما جعلنا غير قادرين على تنفيذ مشاريعنا الخاصة. ولكن بفضل المتابعة والإخلاص والاهتمام من الإخوة، سواء أولئك الذين في الحكومة أو في الوزارات، أود أن أشكرهم، على هذا الجهد والصبر والمتابعة التي جعلتنا لا نيأس ونستمر في إنجاز هذه المشاريع، وإن شاء الله سنستمر كذلك".
وزاد: "نحن لا ننتظر من أحد أن يساعدنا إذا لم يرغب بذلك، ولكن إذا كان هناك طرف يرغب في مساعدتنا، سنكون في غاية السرور بذلك. رغم أنني سمعت أن العديد من إخوتنا في الخارج أبدوا استعدادهم لمساعدتنا في إنجاز هذا المشروع، وأنا من الآن أشكرهم. أما القطاع الخاص، فكل من يرغب في المشاركة في استمرارية هذا المشروع، أكرر من الآن شكري لهم، وأشكرهم وأرحب بهم ليكونوا معنا في تطوير هذا المشروع".
رئيس حكومة إقليم كوردستان، أكد أيضاً: أن" التأثيرات السلبية لتغيّر المناخ ليست فقط على إقليم كوردستان، بل تشمل كل العراق وتمتد إلى جميع أنحاء العالم. نحن في معظم الحوارات، وفي أغلب اللقاءات داخل وخارج البلاد، تحدثنا عن ضرورة التعامل مع موضوع حماية البيئة بجدية كبيرة جداً. ما يمكننا القيام به الآن، قد يكون غداً متأخراً، لذا من الأفضل أن نتخذ الخطوات اللازمة من الآن لحماية البيئة، لأن لها تأثيراً على نوعية الحياة وحتى على الحفاظ على ديموغرافية المناطق".
وأوضح أن: "المكان الذي يتحول إلى صحراء، حيث لا يبقى ماء ولا خضرة ولا حياة، يدفع الناس إلى التفكير في الهجرة، وهذه الهجرة لا تتوقف هنا، بل تمتد إلى أي مكان آخر في العالم حيث يجدون فيه الأمل. الناس يبحثون عن الحياة، ينتقلون من مكان أصبح صحراء إلى مكان فيه خضرة، ومن هناك قد يهاجرون إلى أوروبا والدول الأخرى. كل ذلك بسبب قضايا البيئة، بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل الحروب والمشكلات التي كثيراً ما تكون سبباً للهجرة.
وأردف: "لذلك طلبنا من الدول الأجنبية أن تساعدنا حتى لا يكون موضوع حماية البيئة سبباً آخر للهجرة. ربما الآن من الناحية الاقتصادية قد يكون هناك بعض التكاليف، لكن لاحقاً في العديد من الجوانب الأخرى، يمكن للدول الأوروبية أن تحمي نفسها من المشكلات الاجتماعية والسياسية والأمنية، وكل تلك المشكلات التي ترافق الهجرة. قد تصبح عبئاً على الدول الأجنبية، ولهذا أطلب منهم من الآن أن يقدموا لنا المزيد من الدعم، لنحل هذه المشكلة من جذورها، وهذا سيفيدهم بالتأكيد، كما سيفيد شعبنا".
