تسع سنوات من النزوح.. انتظار العودة إلى الديار
أربيل (كورستان)- منذ تسع سنوات، يعيش صالح محمد مع أسرته في أحد مخيمات النازحين في إقليم كوردستان، بعد أن أُجبروا على ترك منزلهم في نينوى بسبب الحرب. ورغم مرور كل هذه السنوات، ما زال صالح يواجه صعوبات معيشية كبيرة، خاصة في ظل وجود طفلين من ذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي جعل معاناتهم أكثر قسوة.
يقول صالح: (لقد سئمنا الوعود. لا أحد يقدم لنا شيئًا. إذا حصلت على دعم أو مساعدة، فسأعود فورًا إلى منزلي وأعيد بناءه بنفسي. بيتي مدمَّر، وكل ما نريده هو القليل من المساعدة. لا مال، ولا غاز، ولا أي دعم حقيقي).
في خيمة أخرى داخل المخيم، تعيش سبحة خلف، امرأة نازحة فقدت منزلها منذ سنوات، وتنتظر يوم العودة بفارغ الصبر. تقول إنها نزحت مع أسرتها عندما سيطر تنظيم داعش على مناطقهم، وما زالت تتذكر تلك اللحظات العصيبة، حين تركت كل شيء خلفها وهربت بأطفالها نحو برّ الأمان في كوردستان.
سبحة خلف – نازحة: (نحن لا نطلب الكثير، فقط غرفة صغيرة، ثلاثة أو أربعة أمتار تكفينا. نريد مأوى بسيطًا نحتمي به من البرد والحر، ونعيش بكرامة. هنا لا عمل، ولا رواتب، ولا حتى سلال غذائية أو مساعدات).
يضم مخيم ديبكة للنازحين أكثر من 880 عائلة، لكن العدد تقلص اليوم إلى نحو 600 عائلة فقط، بعد أن تمكن البعض من العودة إلى مناطقهم، في حين لا يزال آخرون مترددين بسبب غياب الخدمات الأساسية وعدم توفر الأمن في مناطقهم الأصلية.
ويقول مسؤولون في المخيم إن كثيرًا من العائلات ترغب بالعودة، لكنها تنتظر دعمًا حكوميًا حقيقيًا لإعادة إعمار المنازل وتأهيل الخدمات، حتى تكون العودة ممكنة وآمنة.
رغم مرور سنوات طويلة على نزوحهم، ما زال النازحون العراقيون يأملون أن تُحدث الانتخابات المقبلة تغييرًا حقيقيًا في واقعهم، وأن يجدوا من يمثّل صوتهم في البرلمان ويدافع عن حقوقهم.
فمن بين خيام الألم، يرفع النازحون عيونهم نحو صناديق الاقتراع، علّها تفتح بابًا نحو الأمل والعودة إلى الحياة من جديد.
يذكر انه هناك بحدود 12 مخيماً موجوداً في دهوك، وخمس مخيمات موجودة في أربيل تأوي نازحين عراقيين لعدم تمكنهم من العودة الى مناطقهم الاصلية لغاية الان.
تقرير هفرست رجب – كوردستان24 - اربيل
