ارتداد مفاجئ في المشهد الأميركي.. الديمقراطيون يقلبون المعادلة على ترامب

أربيل (كوردستان24)- حقق الحزب الديمقراطي مفاجأة سياسية لافتة بفوزه في ثلاثة سباقات انتخابية رئيسية في الولايات المتحدة، وذلك في أول اختبار انتخابي كبير منذ عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. هذا الفوز منح الديمقراطيين دفعة معنوية مهمة وهم يستعدون لخوض انتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام المقبل.

في نيويورك، سطع نجم السياسي الشاب زهران ممداني (34 عاماً)، ذو التوجه التقدمي والاشتراكي الديمقراطي، والذي تمكن من الفوز بمنصب رئيس بلدية المدينة، متوجاً مسيرة صعود سريعة من نائب غير معروف إلى شخصية وطنية بارزة. وسيصبح ممداني أول مسلم يتولى رئاسة أكبر مدينة في الولايات المتحدة، بعد تغلبه على الحاكم السابق آندرو كومو الذي خاض السباق كمستقل.

أما في ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، فقد فازت المرشحتان الديمقراطيتان أبيغيل سبانبرغر وميكي شيريل بمنصب حاكم الولاية بفارق مريح، في مؤشر على قدرة الديمقراطيين على استعادة ثقة شريحة من الناخبين، رغم عودة الخطاب الجمهوري بقوة إلى الساحة.

ورغم أن نتائج هذه الانتخابات جاءت في ولايات تميل تقليدياً للديمقراطيين، فإنها اعتُبرت اختباراً مبكراً لمزاج الشارع الأميركي تجاه تسعة أشهر من حكم ترمب. كما أنها قدمت للحزب الديمقراطي فرصة لاستطلاع أساليب الحملات الأكثر فاعلية قبل انتخابات 2026، التي ستحدد السيطرة على الكونغرس في ظل استمرار حالة الاستقطاب السياسي.

اللافت أن الحملات الانتخابية الثلاث ركزت على الملفات الاقتصادية ومعيشة المواطنين، إلا أن اختلاف التوجهات كان واضحاً: ففيما تبنّت سبانبرغر وشيريل خطاباً معتدلاً، خاض ممداني حملته بلهجة تقدمية صريحة، داعياً إلى فرض ضرائب على الأثرياء والشركات الكبرى، وتطبيق سياسات اجتماعية واسعة مثل تجميد الإيجارات والنقل العام المجاني.

هذا التوجه أثار قلق دوائر المال والأعمال في وول ستريت، بينما وصف ترمب ممداني بأنه "شيوعي"، ملوحاً بقطع التمويل الفيدرالي عن المدينة.

وبالتوازي، صوّت الناخبون في كاليفورنيا لصالح تشريع يمنح الديمقراطيين سلطة إعادة رسم الدوائر الانتخابية في الكونغرس، ما يفتح جولة جديدة في صراع النفوذ السياسي الوطني.

ومع أن نتائج الفوز تمثل لحظة استعادة معنوية للديمقراطيين، إلا أن الطريق نحو انتخابات 2026 ما يزال طويلاً. فبحسب استطلاع حديث لـ"رويترز/إبسوس"، لا يزال الناخب الأميركي منقسمًا بالتساوي تقريبًا حول الحزب الذي يفضل منحه السيطرة على الكونغرس، في وقت تبقى فيه شعبية ترمب منخفضة، دون أن يترجم ذلك تلقائياً لصالح الديمقراطيين.


المصدر : وكالات

 
Fly Erbil Advertisment