بيزوس يتحدى ماسك.. بلو أوريجن تلحق بسبيس إكس وتطلق قمرين إلى المريخ

أربيل (كوردستان24)- من فلوريدا أطلق صاروخ "نيو غلين" العملاق التابع لشركة بلو أوريجن المملوكة للملياردير جيف بيزوس، الخميس، في مهمته الأولى حاملاً قمرين صناعيين تابعين لناسا في طريقهما إلى المريخ، فيما انفصل الصاروخ المعزّز القابل لإعادة الاستخدام الذي يزوّد "نيو غلين" بالطاقة عن المرحلة العليا للصاروخ، ثم هبط على منصة إنزال عائمة في المحيط الأطلسي في سابقة ناجحة تُضاف إلى سجل بلو أوريجن التي تنافس شركة سبيس إكس، التي يقودها إيلون ماسك والتي كانت تحتكر مسألة إعادة الهبوط لصاروخ قابل لإعادة الاستخدام.

وبثّت الشركة على الهواء مباشرة صورة حية للصاروخ وهو ينطلق مخترقا السماء الصافية بعد تشغيل محركاته السبعة من طراز BE-4، وذلك بعد عدة أيام من التأجيل بسبب الطقس والعواصف الجيومغناطيسية.

وبعد نحو عشر دقائق من الإقلاع، هبط المعزّز الأول البالغ ارتفاعه 17 طابقاً بنجاح على متن منصة بحرية باسم "جاكلين"، تكريماً لوالدة بيزوس، محققاً إنجازاً في مجال إعادة الاستخدام كانت سبيس إكس قد سبقت إليه.

ومع هذا الإطلاق، أصبحت مركبتا ناسا التوأم "إسكاباد" أول حمولة علمية ترسلها بلو أوريجن إلى الفضاء لصالح ناسا أو أي جهة خارجية.

وقال ديف ليمب، الرئيس التنفيذي لبلو أوريجن: "حققنا نجاحاً كاملاً للمهمة اليوم، وأنا فخور بالفريق، فيما هنّأ إيلون ماسك منافسه بيزوس عبر منصة "إكس" قائلا: "مبروك لجيف بيزوس وفريق بلو أوريجن!".

وأظهرت لقطات من مركز التحكم في المهمة بكيب كانافيرال احتفالاً كبيراً عند هبوط الصاروخ المعزز الملقب "لا تخبرني بالاحتمالات أبدا" في إشارة إلى جملة قالها بطل "حرب النجوم" هان سولو في فيلم "الإمبراطورية تضرب من جديد".

وبعد حوالي 20 دقيقة من الإطلاق، أكد مركز المهمة نجاح المرحلة العليا في نشر مركبتي "إسكاباد" للبدء في رحلتهما التي تستغرق 22 شهراً إلى المريخ.

سيصل القمران الصناعيان المسميان "بلو" و"غولد" إلى المريخ عام 2027، ويدخلان مدارين بيضويين متزامنين لدراسة البيئة الفضائية حول الكوكب لمدة 11 شهراً، وستتمثل مهمتهما في تحليل تفاعل الرياح الشمسية مع المجال المغناطيسي الضعيف للمريخ وتأثير ذلك على فقدان غلافه الجوي، ما سيساعد العلماء على فهم كيف تحول المريخ من كوكب رطب ودافئ إلى صحراء باردة قاحلة.

تم تصنيع الأقمار من قبل شركة روكيت لاب الأمريكية، فيما جاءت الأجهزة العلمية من جامعة كاليفورنيا – بيركلي.

خلال أول رحلة له بداية هذا العام حمل نيو غلين نموذجا أوليا لمركبة Blue Ring التي تطورها الشركة لوزارة الدفاع الأمريكية ولعملاء تجاريين.

وتشتهر بلو أوريجن منذ تأسيسها عام 2000 برحلات السياحة الفضائية عبر مركبة نيو شيبرد، التي نقلت أثرياء إلى حافة الفضاء، إضافة إلى 200 تجربة علمية.

وقد أنفقت الشركة مليارات الدولارات لتطوير "نيو غلين" وهو صاروخ ثقيل الرفع، سيصبح مركبتها الرئيسية لنقل البشر والحمولات إلى المدار.

يحمل الصاروخ اسم رائد الفضاء الأمريكي جون غلين، وينتج قوة دفع تفوق ضعفي دفع صاروخ "فالكون 9" التابع لسبيس إكس، وتوازي صاروخ "فالكون هيفي"، كما يمتلك حجماً أكبر لنقل الحمولة.

دفعت ناسا نحو 55 مليون دولار لمهمة  "إسكاباد" و18 مليون دولار لإطلاقها بواسطة نيو غلين، وهي تكلفة منخفضة مقارنة ببرامج ناسا الأخرى.

وتعمل بلو أوريجن كذلك على تطوير مركبة هبوط مأهولة للقمر، بالإضافة إلى مشروع محطة فضاء مشتركة مع جهات أخرى.

لكن الطريق لا يزال طويلاً أمام بلو أوريجن لمجاراة سبيس إكس، التي أطلقت نحو 280  مهمة خلال العامين الماضيين، معظمها لدعم شبكة أقمار "ستارلينك".

كما تطوّر سبيس إكس صاروخ "ستارشيب" العملاق القابل لإعادة الاستخدام بالكامل، والمصمم لرحلات إلى القمر والمريخ.

 
Fly Erbil Advertisment