سفين دزيي لكوردستان24: كوردستان ما زالت رقماً صعباً… والدستور هو ضمانتنا أمام العقلية المركزية

مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان سفين دزيي
مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان سفين دزيي

أربيل (كوردستان 24)- مشاهدينا الكرام… نواصل تغطيتنا الخاصة من قلب منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط – ميبس 25 من الجامعة الأمريكية في دهوك. هذا المنتدى الذي جمع قادة سياسيين ودبلوماسيين وخبراء من مختلف دول العالم، فتح الباب أمام نقاشات معمّقة حول مستقبل العراق والمنطقة، ودور إقليم كوردستان في المعادلة السياسية الجديدة.

في هذا الحوار نستضيف السيد سفين دزيي، مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان، للحديث عن الحضور الدولي الواسع، ورسائل المنتدى، ومستقبل العلاقة بين أربيل وبغداد بعد الانتخابات العراقية.

ضيفنا في هذا اللقاء هو السيد سفين دزه‌يي، مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان.

سيد سفين، أهلاً وسهلاً بكم، وشكراً لتخصيص هذا الوقت لنا.

كوردستان24: منذ الأمس وصل إلى دهوك عدد كبير من الضيوف والشخصيات الرفيعة من مختلف أنحاء العالم، وخاصة من العراق. كيف تقرأون هذا الحضور الواسع؟

سفين دزيي: المنطقة – في الشرق الأوسط وخارجه – شهدت أحداثاً كبيرة، وما زلنا نتوقع أحداثاً أخرى.

لذلك يحتاج القادة والمسؤولون إلى التفكير بالمستقبل ووضع خطط وسياسات لمواجهة الأزمات المحتملة.

حتى إذا لم تتأثر العراق أو كوردستان بشكل مباشر، فإن التأثير غير المباشر واقع لا محالة.

رأينا كيف أثّرت حرب روسيا وأوكرانيا دولياً وحتى على إقليم كوردستان، من خلال نقص سلع كانت تصل من أوكرانيا.

لذلك فإن الاستعداد لأي احتمال ضرورة.

المنصات مثل ميبس تمنح السياسيين مساحة من الحرية لا يجدونها في الأطر الرسمية.

في هذه الأجواء يمكنهم التعبير بحرية أكبر، ومناقشة قضايا حساسة وعميقة – بعضها طرِح في جلسات مغلقة.

وهذا يؤكد أن إقليم كوردستان ما يزال مركزاً مهماً ورقماً مؤثراً في معادلات السياسة، ليس في العراق فقط بل في المنطقة أيضاً.

كوردستان24: الشرق الأوسط يعيش حالة عدم استقرار، بينما يُنظر إلى إقليم كوردستان كجزيرة استقرار.

ما هي الرسالة التي يوجّهها هذا المنتدى للمنطقة والعالم؟

سفين دزيي: الاستقرار الذي نعيشه في كوردستان هو مصدر فخر لنا، ولم يتحقق بسهولة. إنه نتيجة عمل شاق ورؤية سياسية واضحة اعتمدتها حكومات الإقليم المتعاقبة. لكن يجب ألا نغفل أننا ما زلنا نواجه تهديدات حقيقية، وبعضها يأتي من محاولات بغداد – من قبل سياسيين ذوي عقلية مركزية – لانتقاص حقوق الإقليم التي نصّ عليها الدستور. الانتخابات انتهت الآن، والأيام المقبلة ستشهد بدء المفاوضات لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة. ومن جانب الكورد… التوافق هو الأساس.

كوردستان24: الحزب الديمقراطي الكوردستاني بات رقماً صعباً على مستوى العراق. كيف سيؤثر ذلك على تشكيل الحكومة المقبلة؟

سفين دزيي: تشكيل الحكومة لن يكون سهلاً أو سريعاً، كما تعرفون. التقليد السياسي ينص على:

رئيس الوزراء من المكوّن الشيعي

رئيس الجمهورية من المكوّن الكوردي

رئيس البرلمان من المكوّن السني

ورغم أن بعض الأطراف تحاول تغيير هذه المعادلات، لا أعتقد أنها ستنجح.

ثبت أن التوافق الكوردي في بغداد يمنحنا مكاسب أكبر. وإذا لم يتحقق التوافق… الحزب الديمقراطي قادر على فرض وزنه السياسي. وموقف الرئيس مسعود بارزاني واضح… يمكن قراءة رسالته بين السطور.

كوردستان24: الدستور العراقي أُعدّ برعاية الأمم المتحدة وأمريكا وبريطانيا. هل تعتقدون أن هذه الجهات تتحمل مسؤولية متابعة تطبيقه؟

سفين دزه‌يي: نعم، بالتأكيد. الدستور وُضع بإشراف دولي، وهذه الدول تتحمل مسؤولية أخلاقية لضمان تطبيقه بالكامل، لا بما يخدم طرفاً ويضرّ آخر.

المشكلة الأساسية هي أن الدستور لا يُطبّق كما هو. علينا – نحن الكورد وكل العراقيين – أن نطالب بتطبيقه. الخيار الآخر هو القطيعة الكاملة مع بغداد… وهذا خيار صعب ويجب أن ندرس تداعياته جيداً.

الحل هو الحوار والطرق الدستورية والقانونية.

كوردستان24: هناك حضور دولي واسع في ميبس… من أوروبا وأمريكا والعالم العربي. هل يمكن أن يشكل هؤلاء نوعاً من اللوبي لصالح كوردستان؟

سفين دزه‌يي: جزء من الضيوف جاء لأول مرة إلى العراق وكوردستان، وقد أبدوا إعجاباً كبيراً بالتنظيم والمشاركة الواسعة، خاصة على المستوى العراقي بعد الانتخابات.

جمع أطراف كانوا متنافسين قبل يوم واحد فقط تحت سقف واحد… هذا إنجاز بحد ذاته. التعايش والسلام والتنمية في كوردستان كلها نقاط إيجابية يقدّرها ضيوفنا وتنعكس في مواقفهم وتصريحاتهم.

لكن "اللوبي" الحقيقي هو:

بناء اقتصاد قوي

جذب الاستثمارات

تقديم تسهيلات أكبر

وتفعيل علاقتنا الخارجية

ولهذا عقدنا خلال العامين الماضيين منتديات اقتصادية في فرنسا وإيطاليا وهولندا وأمريكا وبريطانيا للتعريف بكوردستان اقتصادياً، لأن الجانب السياسي والأمني وحده لا يكفي.

كوردستان24: شكراً جزيلاً لكم السيد سفين دزه‌يي، مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كوردستان.

وشكراً لكم مشاهدينا… نلتقيكم في لقاءات أخرى من ميبس.