تشريع جديد لمطاردة «الدرونز».. ألمانيا تكسر قيود دستورها
أربيل (كوردستان 24)- تشريع جديد تقره الحكومة الألمانية يسمح للجيش بالرد على الطائرات المسيرة غير المصرح بها في مجالها الجوي بما في ذلك إسقاطها.
ويوجه إصبع الاتهام إلى روسيا في حوادث الطائرات المسيرة التي شهدتها ألمانيا وبلدان أوروبية أخرى خلال الأشهر الأخيرة.
والأربعاء، قال وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبريندت إن القانون الألماني الجديد يُمكّن القوات المسلحة من "مواجهة واعتراض وحتى إسقاط" الطائرات المسيرة.
ويأتي ذلك بعد توسيع صلاحيات الشرطة لمواجهة تهديدات المسيرات، لكن الدستور الألماني يضع قيودا صارمة على العمليات العسكرية في أوقات السلم داخل حدود البلاد.
وتسبب رصد مسيَّرات غريبة في شل حركة الملاحة في المطارات الرئيسية، وأثار بعض من هذه المسيرات مخاوف لتحليقها فوق مواقع حساسة مثل محطات الطاقة والموانئ والقواعد العسكرية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال المستشار فريدريش ميرتس إن توغل المسيرات جزء من جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لترهيبنا وتخويفنا".
ويهدف تعديل قانون الأمن الجوي الألماني الذي أُقر الأربعاء إلى تمكين الشرطة والسلطات المحلية الأخرى من طلب المساعدة العسكرية بسرعة للتعامل مع التهديدات الوشيكة.
وقال دوبريندت "نعزز قدراتنا بشكل كبير لنكون قادرين على التعامل مع تزايد رصد مسيّرات... نريد أن نكون مجهزين على أكمل وجه ممكن".
وبحسب متحدث باسم وزارة الداخلية تحدث للصحفيين فإنه سيتم إنشاء مركز وطني مشترك للتصدي للمسيرات سيساهم في تنسيق الاستجابات بين الأجهزة المختلفة.
ومع ذلك، يقول معارضو التعديل إنه ينتهك القيود الدستورية المفروضة على الجيش، لكن بريندت رفض ذلك قائلا إن القانون الألماني يسمح للسلطات المدنية بطلب "مساعدة إدارية" عندما تتجاوز التهديدات قدرات الشرطة.
معركة الفضاء
باليوم نفسه، كشفت الحكومة الألمانية عن أول استراتيجية لها للدفاع الفضائي ترمي إلى تعزيز الوجود الأوروبي في الفضاء وحماية الأقمار الاصطناعية من تصاعد التوترات العسكرية مع روسيا والصين.
وقال وزير الدفاع بوريس بيستوريوس في مؤتمر صحفي "يجب أن نمتلك ونطور قدرات ردعية ودفاعية في الفضاء".
وأضافت وزيرة البحث العلمي دوروثي بار التي كانت إلى جانبه "يجب ألا نكون سذّجا ونكتفي بمراقبة ما تفعله الصين أو الولايات المتحدة" في مجال الدفاع الفضائي.
وكما أُعلن في سبتمبر/أيلول الماضي، سيستثمر الجيش الألماني حوالي 35 مليار يورو بحلول عام 2030 في هذه الاستراتيجية التي وُضعت بالتعاون مع وزارة الخارجية والوزارة الفدرالية للبحث والتكنولوجيا والفضاء.
وقال بيستوريوس إن الولايات المتحدة والصين وروسيا "تنشط بشكل كبير" في الفضاء، ويجب أن تكون ألمانيا "قادرة على الدفاع عن نفسها ... لحماية أقمارنا الاصطناعية" من أي هجوم قد "يشلّ دولا بأكملها".
واستشهد الوزير الألماني بهجوم إلكتروني على الأقمار الاصطناعية في بداية حرب أوكرانيا تسبب في تعطل مئات توربينات الرياح على الأراضي الألمانية.
وتعتمد الاتصالات، وأنظمة تحديد المواقع العالمية (جي بي اس)، والتحويلات المصرفية، وتوقعات الطقس، كلها على الأقمار الاصطناعية المدارية التي تُشكل جوهر استراتيجية الفضاء المدنية الألمانية حتى الآن.
وفي سياق إعادة التسلح الأوروبية التي تسعى ألمانيا إلى قيادتها، قال بوريس بيستوريوس إن "إجراء عمليات عسكرية حديثة بدون بيانات أمر لا يمكن تصوره على الإطلاق".
ومع ذلك، بحسب بيستوريوس، "لن نسلك مسارا عدوانيا في الفضاء ... لن نهاجم ولن نسمح الآن أو في المستقبل بشن هجمات على أقمار اصطناعية تابعة لدولة أخرى".
وتطمح برلين إلى استخدام "سلمي ومستدام ومنظم" للفضاء من أجل "منع سباق التسلح"، وفق بيان رسمي.
