تراجع حاد في مخزون أحد السدود بشرق كوردستان يهدد موسم الصيد ويقلل الإنتاج
أربيل (كوردستان24)- مع انطلاق موسم صيد الأسماك في سد بوكان، الذي يُعد من أهم مصادر الأسماك الطبيعية في شرق كوردستان وإيران، يشهد الصيادون هذا العام تراجعاً كبيراً في إنتاج الصيد نتيجة انخفاض منسوب المياه إلى مستويات غير مسبوقة.
يتميز سمك سد بوكان بكونه برياً وطبيعياً، الأمر الذي يجعله مطلوباً بشكل واسع في مدن بوكان ومهاباد وسقز وبانه وغيرها، مقارنة بالأسماك المستزرعة التي يصفها الصيادون بأنها أقل جودة.
أسماك قليلة… وأسعار مرتفعة
يقول ناصر حسين بور، أحد باعة الأسماك في المنطقة، إن الصيد أصبح شحيحاً رغم خروج الصيادين ثلاثة أو أربعة أيام أسبوعياً، موضحاً:
“أسماكنا طبيعية وليست مستزرعة، لكنها قليلة وغالية، والناس لا يستطيعون شراءها. نصطاد كميات قليلة جداً ولا نجد مشترياً أحياناً”.
نقل الأسماك إلى المدن المجاورة
أما الصياد حسين محمدي، فيشير إلى أن ما يتم صيده يُنقل عادة إلى سقز وبوكان ومهاباد والمدن المحيطة. ويضيف:
“يأتي الناس في أيام الخميس والجمعة بشكل خاص لشراء السمك الطازج والحَيّ”.
انهيار في الإنتاج… من 20 طناً إلى طن واحد
ويكشف الصياد ناصر يوسفي عن التراجع الحاد بالإنتاج قائلاً، “مقارنة بالأعوام الماضية، المياه أكثر هذا العام، لكن الأسماك قليلة. خلال أسبوعين أو ثلاثة نصطاد طناً واحداً فقط، بينما قبل 15 يوماً كنا نصطاد نحو 20 طناً”.
نفوق الأسماك بسبب نقص الأوكسجين
الصياد سامان فلاحي يؤكد من جانبه أن نفوق الأسماك بات ظاهرة مقلقة، ويقول، “جاء الطبيب وفحص الأسماك وقال إنها لا تعاني أي مرض، لكن نقص الأوكسجين وانخفاض المياه هو السبب. السد جاف بنسبة 95% وندعو المسؤولين للتدخل”.
أرقام رسمية صادمة
وبحسب محمد جوانبخت، نائب وزير الطاقة الإيراني لشؤون المياه، فإن السد يعاني هذا العام من انخفاض كبير في التغذية المائية.
ففي حين كان يدخل إلى السد أكثر من مليار متر مكعب من المياه في الأعوام السابقة، لم يسجل هذا العام سوى 307 ملايين متر مكعب فقط.
أزمة مستمرة تهدد الثروة السمكية
يؤكد الصيادون أن استمرار الجفاف، وتقلبات المناخ، والتراجع الحاد في المياه قد يؤدي إلى خسارة السد لجزء كبير من ثروته السمكية الطبيعية، ما ينعكس على حياة آلاف الأسر التي تعتمد على الصيد كمصدر رزق رئيسي.
