اكتشاف “علكة حجرية” مضغتها فتاة قبل 10 آلاف عام يكشف أسرار سكان أوروبا القدماء
أربيل (كوردستان24)- أعلن علماء آثار في إستونيا عن اكتشاف فريد من نوعه يتمثل في قطعة “علكة” تعود إلى العصر الحجري، كانت قد مضغتها فتاة مراهقة قبل نحو 10 آلاف و500 عام، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
العلكة القديمة، المصنوعة من قطران شجر البتولا، عُثر عليها ضمن أعمال التنقيب التي يجريها معهد التاريخ والآثار في جامعة تارتو. وقد احتفظت بوضوح بطبعات الأسنان وآثار من اللعاب، الأمر الذي أتاح للباحثين استخلاص الحمض النووي منها.
وبحسب تحليل الحمض النووي الذي أجراه معهد علم الجينوم في الجامعة نفسها، تبيّن أن الفتاة التي مضغت العلكة كانت ذات شعر بني وعينين بنيّتين، في كشف يقدّم صورة أدق عن السمات الوراثية للسكان الأوائل في شمال أوروبا.
وتقول المؤرخة البريطانية بيتاني هيوز إن مشروع الأبحاث يستند إلى قاعدة بيانات تضم عينات حمض نووي لنحو 20% من سكان إستونيا اليوم، ما يسمح بإجراء مقارنات وراثية دقيقة تُسهم في فهم أفضل للحمض النووي القديم وربطه بالخصائص الحديثة.
وجرى الإعلان عن هذا الاكتشاف ضمن فيلم وثائقي يحمل عنوان "إستونيا الخفية: أرض النار والجليد"، وهو جزء من سلسلة “كنوز العالم” التي تبثّها القناة الرابعة البريطانية. ووصفت هيوز الاطلاع على نتائج الفريق البحثي بأنه “لحظة ساحرة”، مؤكدة أن مجرد قطعة صغيرة كهذه “تُرمى عادة جانباً” يمكن أن تعيد بناء ملامح حياة أشخاص عاشوا قبل آلاف السنين.
وأوضح الباحثون أن قطران البتولا كان يُستخدم قديماً كوسيلة لتسكين آلام الأسنان وكمادة لاصقة لإصلاح الأدوات، ولا يزال يُستخدم في بعض المناطق حتى اليوم. وأشارت هيوز إلى أن النتائج الجديدة تفنّد الاعتقاد الشائع بأن سكان شمال أوروبا القدماء كانوا جميعاً ذوي بشرة فاتحة وعيون زرقاء، مضيفة: "إنها معلومة صغيرة لكن تأثيرها عميق على فهمنا للتاريخ البشري".
المصدر : وكالات
