القبلة… لغز عمره 20 مليون عام: دراسة تكشف أقدم جذور السلوك العاطفي لدى الكائنات

أربيل (كوردستان24)- كشف فريق من العلماء البريطانيين عن نتائج بحثية مثيرة تشير إلى أن القبلة تعود جذورها إلى ما بين 16 و21 مليون عام، وأنها كانت أكثر انتشاراً بين الكائنات الحية مما اعتُقد سابقاً، وصولاً إلى النمل وبعض أنواع الأسماك وإنسان نياندرتال.

الدراسة التي تركزت على سلوك الرئيسيات، خلصت إلى أن هذا السلوك لم يكن حكراً على الإنسان، بل يُرجّح أن يكون سلوكاً موروثاً من سلف مشترك للقرود الكبيرة والبشر.
جذور بدائية لسلوك اجتماعي لا يرتبط بالبقاء

يفسر الباحثون القبلة في عصور ما قبل التاريخ على أنها شكل بدائي من التواصل الحميمي والإنساني، يُستخدم لإظهار المودة، وإقامة روابط اجتماعية، وخاصة بين الآباء والأبناء.
وتشير الدراسة إلى أن هذا السلوك لا يرتبط بالضرورة بالغريزة أو التكاثر، بل يرتبط بالثقة والانكشاف والتواصل بين الأفراد.
كيف حُدد تاريخ أول قبلة؟

اعتمد العلماء على منهجين رئيسيين:

النماذج التطورية التي ترسم شجرة العلاقات بين الرئيسيات، ملاحظات سلوكية لعدد كبير من الأنواع.

ومن خلال محاكاة آلاف السيناريوهات التطورية، توصّل الباحثون إلى أن أقدم قبلة تعود إلى فترة تتراوح بين 16.9 و21.5 مليون عام.

ما المقصود بالقبلة في الدراسة؟

عرّفت الدراسة القبلة بأنها "تواصل فموي غير عدائي لا يتضمن تبادل الطعام"،

وشمل ذلك: القبل الودية، الإشارات الاجتماعية بين أفراد الأسرة، والتحيات بين أفراد النوع الواحد في بعض الكائنات.

كما أشارت النتائج إلى أن هذا السلوك يمكن أن يلعب دوراً في تقييم العلاقات، وبناء الروابط، وتخفيف التوتر داخل المجموعات الحيوانية.

سلوك يستمر رغم مخاطره

تؤكد الدراسة أن القبلة – من منظور تطوري – تنطوي على مخاطر صحية محتملة مثل انتقال الأمراض، وهو ما يجعل استمرارها عبر ملايين السنين موضوعاً جديراً بالبحث.

ويرى العلماء أن النتائج الحالية يجب أن تكون نقطة انطلاق لدراسات أعمق لفهم الأسباب التي جعلت هذا السلوك يستمر عبر العصور، رغم أنه لا يقدم فائدة واضحة للبقاء أو التكاثر.

 
Fly Erbil Advertisment