د. عبد الرحمن صديق لـ كوردستان 24: العنف الرقمي ضد النساء انتهاك للقيم الدينية والاداب الكوردية
أربيل (كوردستان 24)- أكد الكاتب والمفكر الإسلامي، د. عبد الرحمن صديق، أن ظاهرة "العنف الرقمي" ضد النساء باتت تمثل تحدياً عالمياً واجتماعياً خطيراً.
مشدداً على أن هذا السلوك يتنافى تماماً مع جوهر الدين الإسلامي والقيم الأصيلة للمجتمع الكوردي التي طالما احترمت المرأة وصانت كرامتها.
جاء ذلك خلال استضافته في برنامج "بە كوردی - بالكوردية" الذي يقدمه الإعلامي نذير كاداني على شاشة كوردستان 24، تزامناً مع الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة.
العنف الرقمي: الجريمة "السهلة"
وفي معرض تعريفه للمصطلح، أوضح د. صديق أن "العنف الرقمي" هو سلوك متعمد يهدف لإلحاق الضرر المادي أو المعنوي بالطرف الآخر باستخدام الوسائل الإلكترونية (الهواتف، البريد الإلكتروني، منصات التواصل الاجتماعي).
وأشار إلى خطورة هذا النوع من العنف لسهولة وصول الجاني إلى الضحية وهو في منزله، وصعوبة كشف الجناة بسبب إخفاء هوياتهم والتطور المتسارع للتقنيات الرقمية، منتقداً في الوقت ذاته غياب الدعم المجتمعي للضحية، حيث غالباً ما يتم إلقاء اللوم على المرأة بدلاً من مساندتها ضد المعتدي.
المنظور الديني: التكنولوجيا "نعمة" يُحاسب مسيئها
ومن الناحية الشرعية، اعتبر د. عبد الرحمن صديق أن الوسائل الرقمية هي "نعم" من الله في هذا العصر، وأن إساءة استخدامها لتهديد الناس أو التشهير بهم يعد كفراناً بهذه النعمة.
واستشهد بالحديث النبوي الشريف: "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده"، مؤكداً أن من يستخدم لسانه أو يده (عبر الكتابة الرقمية) لإيذاء النساء والتشهير بهن يفتقد لصفات المسلم والمؤمن الحقيقية.
وأضاف: "إن الله يراقبنا في كل مكان، واستخدام هذه الأجهزة في الخفاء لإيذاء الآخرين هو انتهاك لمراقبة الله وجرأة على المعصية".
المرأة في الثقافة الكوردية: "خط أحمر"
وعن الجانب الاجتماعي والثقافي، لفت د. صديق إلى أن المجتمع الكوردي تاريخياً كان يمتلك "أخلاق فروسية" عالية؛ حيث كان يتم تحييد النساء حتى في حالات الغزوات والنزاعات العشائرية القديمة، وكان المساس بالمرأة يعتبر "عيباً كبيراً".
واستذكر مكانة المرأة الكوردية الرفيعة عبر التاريخ، مشيراً إلى شخصيات قيادية مثل (عادلة خان، وحفصة خان النقيب، وخانزاد)، وصولاً إلى "البيشمركة النسائية" اللواتي دافعن عن الأرض. وقال: "إن الرجل الكوردي الأصيل هو الذي تأمن المرأة على نفسها في حضوره، وليس الذي يستغل التكنولوجيا لتهديدها".
دعوة لتشريعات رادعة
وفي ختام حديثه لـ كوردستان 24، دعا د. عبد الرحمن صديق إلى ضرورة تعديل القوانين الحالية، مشيراً إلى أن قانون مناهضة العنف الأسري رقم 8 لعام 2011 في إقليم كوردستان، رغم أهميته، إلا أنه يحتاج لتحديث ليشمل بوضوح الجرائم الإلكترونية والرقمية التي لم تكن مفصلة سابقاً.
كما أشاد بجهود وزارة الداخلية في إقليم كوردستان وحملاتها للتوعية بـ"السلامة الرقمية"، مشدداً على مبدأ "عدم الإفلات من العقاب" لردع كل من تسول له نفسه استغلال الفضاء الرقمي لانتهاك خصوصيات الآخرين.
