مسرور بارزاني: ماضون في تطوير القطاع الصناعي وتنويع الاقتصاد

أربيل (كوردستان24)- وضع السيد مسرور بارزاني، رئيس حكومة إقليم كوردستان، اليوم الأربعاء 26 تشرين الثاني (نوفمبر)، حجر الأساس لمصنع (التكنولوجيا الذهبية 2 - Golden Technology 2).

واستهل رئيس الحكومة زيارته بجولة تفقدية في أقسام المصنع، مطلعاً عن كثب على آليات الإنتاج. وفي مراسم خاصة، ألقى كلمة أكد فيها أن هذا المصنع والمشاريع المماثلة له تمثل جزءاً أساسياً من استراتيجية حكومة الإقليم لتنويع مصادر الاقتصاد. كما أعرب عن سعادته بتوفير المصنع أكثر من 100 فرصة عمل حالياً، مع خطة لزيادة العدد إلى 400 فرصة بعد التوسعة.

وفي تصريح لوسائل الإعلام عقب الافتتاح، قال بارزاني: "لقد شعرت بالسعادة لرؤية القطاع الصناعي في إقليم كوردستان يصل إلى مستوى يمكننا فيه تصنيع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية محلياً. هذه خطوة أولى، ونأمل أن تكون الخطوات القادمة هي تصنيع هذه الأجهزة بالكامل داخل الإقليم من الألف إلى الياء".

وأضاف: "يتم هذا العمل بدعم من شركات أجنبية، مما يجلب المعرفة والخبرة، ولكن ما أسعدني أكثر هو كفاءة شبابنا، حيث أن غالبية العاملين في هذا المصنع هم من أبناء إقليم كوردستان. هذا يبعث الأمل بمستقبل أكثر إشراقاً، ويخفف العبء عن الحكومة، بحيث لا يعتمد الناس فقط على القطاع العام والتوظيف الحكومي، بل يأخذ القطاع الخاص دوره كوجهة واعدة للشباب الباحثين عن العمل".

وحول افتتاح القنصلية الأمريكية الجديد في أربيل، صرح رئيس الحكومة بأن ذلك يعد إشارة واضحة على متانة العلاقات بين إقليم كوردستان والولايات المتحدة، ورسالة تأكيد على نية الجانبين استمرار التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة.

وفيما يتعلق بملف تأخير الرواتب، قال مسرور بارزاني: "لا يوجد أي مبرر لتأخير الرواتب، ولم يكن ينبغي أن تتأخر بهذا الشكل. من المؤسف أننا لا نزال ننتظر رواتب شهر أيلول (9)، في حين أن الحكومة الاتحادية بدأت أو توشك على البدء بتوزيع رواتب شهر تشرين الثاني (11). لطالما طالبنا بإرسال المستحقات المالية لإقليم كوردستان كاملة وفي وقتها المحدد".

وأضاف: "نحن بانتظار الرواتب، وقد تلقينا وعوداً بإرسالها في أقرب وقت. الأمر لا يتعلق براتب شهر أيلول فحسب، بل نحن نقترب من نهاية العام، ونسعى جاهدين لضمان عدم ضياع أي راتب لهذا العام، ونمارس ضغوطاً كاملة على الحكومة الاتحادية لإرسال كافة الرواتب. إذا لم يتم ذلك، فاللوم يقع على الحكومة الاتحادية، لأن حكومة الإقليم أوفت بجميع التزاماتها وسلمت الإيرادات غير النفطية، ونفذت كل ما عليها من واجبات، والآن الدور على الحكومة الاتحادية للقيام بواجباتها".

وفي جانب آخر من حديثه، تطرق رئيس الحكومة إلى تشكيل الكابينة الحكومية العاشرة، قائلاً: "لقد نشأت ظروف جديدة. لقد سعينا جاهدين لتشكيل حكومة الإقليم قبل انتخابات مجالس المحافظات العراقية، حيث كانت الفرص والمرونة أكبر حينها، لكن الأطراف الأخرى فضلت تأجيل الموضوع إلى ما بعد الانتخابات العراقية. والآن، وبما أن ظروفاً جديدة قد طرأت كما أرادوا، فإننا سنتعامل وفقاً لهذه المعطيات".

 

وفيما يلي نص كلمة رئيس حكومة إقليم كوردستان خلال الحفل:

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الحضور الكرام..

أهلاً وسهلاً بكم جميعاً، وأشكركم على حضوركم، طاب يومكم.

يسعدني أن أكون معكم لوضع حجر الأساس للجزء الثاني من هذا المشروع التابع لمجموعة (ZMC Group). أشكر السيد عامر على توفير هذه المعدات التكنولوجية وإنتاج هواتف (INFINIX) والأجهزة اللوحية هنا بالتعاون مع شركة (ترانشن) الصينية.

في الحقيقة، إن انطلاق مثل هذه الأعمال الصناعية في إقليم كردستان هو جزء من مساعي الحكومة لتنويع اقتصاد الإقليم. لقد سعينا في كافة المجالات للاهتمام بجميع القطاعات، ولا شك أن القطاع الصناعي هو أحد أهم القطاعات القادرة على توفير أكبر قدر من فرص العمل لمواطني كردستان.

أحيي السيد عامر وجميع المستثمرين العاملين في كردستان، الذين يساهمون في تطوير اقتصادنا وخلق فرص عمل لشبابنا، وبالتأكيد هم أيضاً مستفيدون من توسيع أعمالهم التجارية.

ما رأيته اليوم كان مبعثاً للسرور، لأن القوة العاملة التي تدير هذه الأجهزة وتعمل عليها هي سواعد محلية، وجميعهم من شباب إقليم كوردستان الأكفاء. قد يكون معهم بعض الخبراء الأجانب، ونحن دائماً بحاجة لخبرات ومعرفة أصدقائنا من الخارج لمزج التكنولوجيا الحديثة بواقعنا والاستفادة من تجاربهم. إن خلق فرص العمل هذه يرفع حملاً ثقيلاً عن كاهل الحكومة. لقد علمت أنه تم توفير أكثر من 100 فرصة عمل حتى الآن، ومع توسعة الأعمال وزيادة الإنتاج من 45 ألف جهاز شهرياً إلى أكثر من 100 ألف، سيرتفع عدد الفرص من 100 إلى أكثر من 400 وظيفة.

آمل أن يحذو بقية المستثمرين حذو هذه المشاريع، وأن يزيدوا من استثماراتهم في كردستان لنبني معاً وطاً أجمل وأكثر ازدهاراً.

كما أود أن أشكر القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية على دعمه المستمر للشركات الصينية العاملة في الإقليم. الشكر موصول لهيئة الاستثمار على دعمها لمثل هذه المشاريع، ولوزارة الصناعة على التسهيلات التي تقدمها للارتقاء بالقطاع الصناعي إلى مستويات أعلى.

في جميع حواراتنا مع أصدقائنا، ومع القنصليات والسفراء والشركات الأجنبية، كنا دائماً نسعى ونطلب منهم التفكير في نقل جزء من أعمالهم وتصنيع أجهزتهم إلى إقليم كردستان. بذلك يستفيدون هم من القوة العاملة الشبابية الفعالة لدينا، واقتصادياً ستكون تكلفة الإنتاج في الإقليم أقل بكثير.

إن المنتجات التي رأيناها اليوم ستصل بالتأكيد إلى المواطنين بأسعار مناسبة، ليس فقط في الإقليم، بل علمت أنها ستصدر إلى أماكن أخرى، وآمل أن تستمروا في هذا التقدم والنجاح.

نحن عازمون على تطوير القطاع الصناعي كباقي القطاعات، ولهذا نحتاج إلى الخبرات الأجنبية لجلب التكنولوجيا المتقدمة من بلدانهم. يمكنهم في البداية مساعدتنا في تجميع وتركيب الأجهزة ونقل جزء من عملياتهم، ولكن طموحنا المستقبلي هو أن نتمكن، باستخدام المواد الخام الطبيعية المتوفرة في كردستان، من تصنيع العديد من هذه الأجهزة التكنولوجية بالكامل داخل الإقليم، من البداية حتى النهاية.

على أمل الوصول إلى ذلك اليوم، نحن في خدمتكم ونتمنى لكم جميعاً التوفيق، كما أتمنى النجاح لكل المستثمرين، وأؤكد لكم أن حكومة إقليم كوردستان ستستمر في دعمكم.

دمتم موفقين وسالمين، ودامت كوردستان عامرة.

 
Fly Erbil Advertisment