الفرات يختنق بالتجاوزات.. وسكان الناصرية يطالبون بإنقاذ إرثهم المائي
أربيل (كوردستان24)- أبدى سكان مدينة الناصرية والقرى المحاذية لنهر الفرات استياءهم الشديد من استمرار التجاوزات التي شوّهت معالم النهر، وأفقدته جماليته والمساحات المفتوحة التي كانت تُعد متنفساً للأهالي. ويطالب المواطنون بوضع حدود صارمة تمنع أي جهات حكومية أو خاصة من استغلال ضفاف النهر لمصالح ضيقة.
وقال المواطن وسام نصار لكوردستان24، "موضوع التجاوز على نهر الفرات مرفوض وغير مقبول، وأطراف النهر تعتبر من المحرمات في المدينة، ولكننا نلاحظ العديد من التجاوزات على تلك المحرمات من قبل مسؤولين من خلال انشاء حدائق ومزارع".
بدوره قال المواطن مرتضى حميد لكوردستان24، "تتطلب هناك إجراءات حكومية حقيقية لمنع هذه الشخصيات أو الجهات أو تحت أي مسمى أو عنوان من الوصول إليها، وبالتالي ممكن الاستفادة منها".
من جانبها، عدّت الحكومة هذه التجاوزات انتهاكاً صريحاً لقوانين حماية الأنهار، فضلاً عن ضررها البيئي وتأثيرها على انسيابية المياه. وفي هذا الصدد، أعلنت الدوائر المختصة عن تحريك دعاوى قضائية ضد الجهات المتجاوزة، مؤكدة عزمها إزالة المنشآت المخالفة وإعادة المنطقة إلى طبيعتها.
وقال معاون محافظ ذي قار لشؤون الخدمات سلامة السرهيد لكوردستان24، "فيما يخص التجاوزات على نهر الفرات أو الجداول أو الأنهر الأخرى في محافظة ذي قار بشكل عام، هنالك توجيهات صارمة لدائرة الموارد المائية سواء وزارية أو من الحكومة المحلية بإزالة هذه التجاوزات. نعم هنالك بناء للبيوت، هنالك بناء للمزارع، وهنالك بناء أحواض للاسماك وللحيوانات الأخرى، كلها اليوم هي طبعاً تحت طائلة القانون".
وبينما لا تزال الإجراءات الحكومية قيد التنفيذ وسط مطالبات شعبية ملحّة، يبقى نهر الفرات في ذي قار شاهداً على صراعٍ بين التوسع العشوائي وحق المجتمع في حماية بيئته وإرثه المائي.
