استمرار إغلاق المدارس والجامعات.. أزمة تلوث الهواء في طهران تهدد حياة السكان

أربيل (كوردستان 24)- تواجه العاصمة الإيرانية طهران أزمة تلوث هواء حادة وصلت إلى مستويات تهدد الحياة، ما دفع نائب الرئيس الإيراني محمد جعفر غامبانة إلى التحذير من أن الضباب الدخاني "سيقتل"، في وقت أُجبرت فيه المدارس والجامعات على الإغلاق.

وأكد مسؤولو وزارة التعليم أن الإغلاقات ستستمر إذا لم تتحسن الأوضاع، فيما أفادت شركة مراقبة جودة الهواء في طهران أن المدينة ما تزال في المنطقة الحمراء، مُصدرةً تحذيرات صحية لجميع السكان. وأظهر تقرير حديث أن طهران تُصنَّف كأكثر المدن تلوثًا في العالم.

وتأتي أزمة الهواء في إيران وسط اضطرابات سياسية مستمرة، واحتجاجات شعبية متكررة، بالإضافة إلى تفاقم أزمة المياه الوطنية، ما يخلق ضغوطًا كبيرة على حكومة تواجه استياء شعبيًا واسع النطاق.

ويؤكد الخبراء أن الجمع بين مستويات الضباب الدخاني الخطرة ونقص المياه المزمن يزيد من التوترات الداخلية، وفق ما نقله موقع يورونيوز.

كما تحمل الأزمة انعكاسات إقليمية، إذ تؤثر التلوث ونقص المياه على المحافظات المجاورة، وأحيانًا على مناطق تتجاوز حدود إيران، ما يزيد من تعقيد الديناميات الإقليمية في وقت يشهد فيه البلد حالة عدم استقرار داخلي متصاعدة.

وصل مؤشر جودة الهواء في طهران إلى 200، وهو مستوى غير صحي لجميع الفئات، ما أدى إلى انخفاض الرؤية، واضطرابات في النقل العام، وإصدار تحذيرات على مستوى المدينة تدعو السكان لتقليل الخروج من المنازل.

وطُلب من ذوي الأمراض التنفسية أو القلبية أو الوعائية البقاء في الداخل، مع تحذيرات من احتمال زيادة عدد الحالات في المستشفيات إذا استمرت الأوضاع.

وسجلت مدن أخرى مستويات مرتفعة من التلوث، حيث بلغت مشهد مؤشرًا قدره 160، وأصفهان 159، مع تسجيل عدة محطات رصد ارتفاعات قياسية للجسيمات الملوثة.

وفي مواجهة ضعف البنية التحتية للإنترنت، أعلنت وزارة التعليم أن "المدرسة التلفزيونية" ستحل محل التعلم عبر الإنترنت لضمان استمرار العملية التعليمية في ظل الإغلاقات.

طهران تتصدر قائمة أكثر المدن تلوثًا في العالم

تسبب مزيج من الانبعاثات الصناعية، والازدحام المروري الكثيف، وتأثير الانعكاس الحراري في احتجاز الهواء الملوث قرب الأرض، مما يزيد من سوء الضباب الدخاني ويجعل طهران، التي يقطنها أكثر من 15 مليون نسمة، أكثر المدن تلوثًا في العالم، متقدمة على بغداد ودلهي وكولكاتا.

وتقدر وزارة الصحة الإيرانية أن حوالي 59 ألف إيراني يموتون سنويًا نتيجة أمراض مرتبطة بسوء جودة الهواء، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية، فيما يُقدر الأثر الاقتصادي للأزمة بأكثر من 17 مليار دولار سنويًا، وهو رقم يتجاوز ميزانية الصحة الوطنية.

ومن المتوقع أن تستمر السلطات الإيرانية في مراقبة جودة الهواء، مع احتمال تمديد إغلاق المدارس، وإصدار تحذيرات عامة، واتخاذ إجراءات طارئة إذا استمرت مستويات التلوث.

 
Fly Erbil Advertisment