بين "فيتو" واشنطن و"صد" النجف.. "الإطار التنسيقي" يغرق في دوامة البحث عن رئيس وزراء

أربيل (كوردستان24)- يواجه تحالف "الإطار التنسيقي" في العراق مأزقاً سياسياً مركباً، يضعه بين سندان "العجز الداخلي" عن التوافق على مرشح لرئاسة الوزراء، ومطرقة "الضغوط الأميركية" المتصاعدة التي ترسم خطوطاً حمراء لشكل الحكومة المقبلة، وسط أنباء عن إيصال واشنطن "فيتو" واضح ضد تولي شخصيات مرتبطة بالفصائل المسلحة أي مناصب سيادية.


النجف تغلق الباب
وكشفت مصادر عراقية مطلعة أن المرجعية الدينية العليا في النجف (آية الله علي السيستاني) "نأت بنفسها تماماً" عن أي حراك سياسي يتعلق بحسم اسم المرشح لمنصب رئيس الوزراء، رافضة التدخل لترجيح كفة أي طرف.
ويأتي لجوء قوى "الإطار" لمحاولة استمزاج رأي المرجعية – بحسب مراقبين – كدليل على عمق الخلافات الداخلية وعجز القيادات الشيعية عن التوصل لقرار بالإجماع، رغم تشكيل لجنتين خاصتين (للمقابلات وآليات الاختيار) وعقد سلسلة اجتماعات مكثفة كان آخرها مساء الاثنين الماضي، والتي انتهت جميعها دون نتائج ملموسة.
وتتحدث الكواليس السياسية عن "تخبط حاد" في بورصة الأسماء، التي تتأرجح بين قائمة قصيرة تضم 5 مرشحين، وقائمة موسعة تشمل عشرات الشخصيات، مما يعكس غياب الرؤية الموحدة داخل التحالف، رغم تصريحات سابقة للأمين العام للإطار، عباس راضي، أكد فيها حصر الترشيحات في "شخصيات قيادية".


ترامب يخلط الأوراق.. والسوداني يدافع
وما زاد الطين بلة داخل الأوساط السياسية الشيعية، التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي وصف فيها العراق بـ"البلد الصديق" عقب ما وصفه بـ"ضرب المنشآت النووية في إيران"، كاشفاً عن مفارقة سياسية تتمثل في تصويت رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لصالحه لنيل جائزة نوبل للسلام.

هذه التصريحات أحدثت إرباكاً وحرجاً للقوى الشيعية التي تنظر لترامب كخصم لدود (على خلفية اغتيال قاسم سليماني).
 وفي محاولة لاحتواء الموقف، خرج السوداني بتدوينة دافع فيها عن نهجه قائلاً: "أدركت منذ البداية أن علاقات الصداقة، لا العداء، هي التي تكفل استقرار بلدنا"، مؤكداً حرصه على بناء علاقات تخدم العراق.


رسائل أميركية "حازمة"
في غضون ذلك، تعيش بغداد حالة ترقب لوصول المبعوث الرئاسي الأميركي، مارك سافايا، الذي سبق وصوله توجيه "رسائل مقلقة" لبعض قوى الإطار، خصوصاً تلك التي تمتلك أجنحة مسلحة وتخضع لعقوبات.
وتقاطعت هذه التحركات مع زيارة خاطفة أجراها المبعوث الأميركي إلى لبنان وسوريا، توم براك، إلى بغداد، حاملاً معه ثلاثة ملفات "ثقيلة" طرحها على الطاولة العراقية، وفقاً لمصادر عليمة:
تحذير الفصائل: توضيح النوايا الأميركية بشأن نزع سلاح "حزب الله" في لبنان، وتحذير الفصائل العراقية من أي انخراط في هذا المشهد.
ضبط الحدود: التشديد على ضرورة ضبط الحدود العراقية-السورية، وما يتطلبه ذلك من إجراءات صارمة.
الفيتو الحكومي: إبلاغ الجانب العراقي بـ"فيتو أميركي" واضح يمنع تولي أي شخصية قريبة من "قوى السلاح" لمناصب وزارية أو قيادية في الحكومة المقبلة، وهو الشرط الذي يضع "الإطار التنسيقي" أمام اختبار صعب في اختيار مرشحيه.


المصدر: جريدة الشرق الاوسط اللندنية

 
Fly Erbil Advertisment