حملة أمنية سورية بالتعاون مع التحالف الدولي لملاحقة خلايا "داعش"

أربيل (كوردستان24)- أطلقت قوى الأمن السورية بالتعاون مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن حملة أمنية ضد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية النائمة الأحد، بحسب ما أفاد مسؤول في وزارة الداخلية فرانس برس غداة هجوم ضد القوات الأميركية في تدمر.

وأدى هجوم تدمر (وسط) السبت أدى إلى مقتل ثلاثة أميركيين هم جنديان ومترجم مدني وإصابة عناصر من القوات الأميركية والسورية.

وصفت الحكومة السورية الهجوم بأنه "إرهابي"، بينما قالت واشنطن إن منفذه مسلح من تنظيم الدولة الإسلامية قُتل لاحقا.

وتحدث المسؤول السوري الذي طلب عدم ذكر اسمه، عن حملة أمنية جارية "في البادية السورية، خاصة حول مدينة تدمر، لملاحقة خلايا تنظيم داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) النائمة، بالتعاون مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة".

وأضاف أن الحملة أسفرت حتى الآن عن اعتقال ثلاثة أشخاص يُشتبه بارتباطهم بهجوم السبت.

من جهته، بعث الرئيس السوري أحمد الشرع الأحد رسالة تعزية إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب، معربا عن "تضامن الجمهورية العربية السورية مع عائلات الضحايا".

وفي وقت سابق الأحد، صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا للتلفزيون الرسمي أن منفذ الهجوم كان عضوا في قوات الأمن وكان من المقرر فصله الأحد بسبب حمله "أفكارا تكفيرية أو متطرفة".

وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن السلطات "أوقفت أكثر من 11 عنصرا من الأمن العام وأحالتهم إلى التحقيق مباشرة بعد الحادثة"، في إطار توسيع التحقيقات لتحديد الملابسات وما إن كان هناك أي تقصير أو تنسيق داخلي.

وأضاف أن "منفذ الهجوم كان عنصرا في الأمن العام منذ أكثر من عشرة أشهر، وعمل مع الجهاز في أكثر من مدينة قبل أن يُنقل إلى تدمر".

وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد سيطر على مدينة تدمر في العامين 2015 و2016 في سياق تمدده في البادية السورية، ودمر خلال تلك الفترة معالم أثرية بارزة ونفذ عمليات إعدام بحق مدنيين وعسكريين، قبل أن يخسر المدينة لاحقا إثر هجمات للقوات الحكومية بدعم روسي، ثم أمام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بحلول 2019.

- ترامب يتعهد بالرد -

هذه الحادثة هي الأولى من نوعها منذ أن أطاح تحالف فصائل معارضة نظام الرئيس السابق بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي وأعاد إحياء علاقات البلاد مع الولايات المتحدة.

وفي واشنطن، تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرد على الهجوم، معتبرا أنه وقع في منطقة "شديدة الخطورة" ولا تخضع لسيطرة كاملة من السلطات السورية.

وأفاد مصدر في وزارة الدفاع السورية وكالة فرانس برس الأحد بأن القوات الامريكية "جاءت عن طريق البر من جهة قاعدة التنف العسكرية".

وأضاف "جال الوفد السوري الأميركي المشترك في مدينة تدمر بداية، ثم توجهوا إلى مطار التيفور العسكري قبل أن يعودوا إلى مقر أمني في تدمر مرة أخرى" حيث وقع الهجوم.

من جهته، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم برّاك إن الهجوم لن يؤدي إلا إلى "تعزيز" الاستراتيجية الأميركية الرامية إلى "تمكين الشركاء السوريين القادرين، مع دعم عملياتي أميركي محدود، على مطاردة شبكات تنظيم الدولة الإسلامية، وحرمانها من الملاذ الآمن، ومنع عودتها".

في الأثناء، أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانا شدّدت فيه على أن "استمرار الاعتداءات الإرهابية يعكس أهمية خيار سوريا في الانخراط الدولي والاضطلاع بدور فاعل في مكافحة الإرهاب".

وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن الوزير أسعد الشيباني أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الأميركي ماركو روبيو شدّد فيه على أن الهجوم يعد "تحديا جديدا في إطار مكافحة الإرهاب" ومؤكدا "أهمية العمل جنبا إلى جنب" لتعزيز "الجهود المشتركة في هذا المجال".

وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة أميركيين، بينهم جنديان ومدني يعمل مترجما، إضافة إلى إصابة عناصر من القوات الأميركية والسورية، بحسب واشنطن ودمشق.

وقال مصدر أمني آخر إن "القوات الأميركية حاليا تنتشر فقط في مطار المزة العسكرية في مناطق سيطرة الحكومة"، أما باقي المناطق التي وجدوا فيها، فكان "بغرض الزيارة فقط".

- ثغرات أمنية -

تأتي هذه الحادثة في سياق مرحلة انتقالية حساسة تشهدها سوريا منذ إطاحة الحكم السابق قبل عام، والتي رافقها انهيار شبه كامل لأجهزة الأمن الداخلي والشرطة، مع فرار أعداد كبيرة من عناصرها من مواقعهم ليلة سقوط حُكم عائلة الأسد.

وأمام الفراغ الأمني الواسع، فتحت السلطات الجديدة باب التطوع على نطاق واسع، ما أدى إلى انتساب آلاف العناصر خلال الأشهر الأولى، في إطار إعادة تشكيل سريعة للمؤسسات الأمنية في مختلف المناطق، وسط تحديات تتعلق بالتدقيق الأمني والخبرة.

كما عملت السلطات على تشكيل جيش جديد يضم مقاتلين من فصائل حليفة، كانت قد أعلنت حل نفسها بناء على طلب رسمي، في مسعى لتوحيد البنية العسكرية والأمنية تحت سلطة مركزية واحدة.

وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك إن الهجوم يشكل "تذكيرا صارخا بأن الإرهاب لا يزال تهديدا مستمرا"، مؤكدا أن عددا محدودا من القوات الأميركية لا يزال منتشرا في سوريا لاستكمال مهمة هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية ومنع عودته.

ورغم انهيار سيطرته الواسعة، لا تزال خلاياه تنشط بشكل متقطع في الصحراء السورية، مستفيدة من اتساع الرقعة الجغرافية وصعوبة ضبطها.

وكانت دمشق قد انضمت رسميا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية خلال زيارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي.

وتنتشر القوات الأميركية في سوريا بشكل رئيسي في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال شرق البلاد، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، حيث تركز واشنطن حضورها العسكري على مكافحة التنظيم ودعم حلفائها المحليين.

AFP