"ألغام الموت" تفتك بالماشية في "بشدر".. انفجار يقتل 25 رأساً من الغنم ويفضح خطر المراعي غير المطهّرة
أربيل (كوردستان24)- أدى انفجار لغم أرضي من مخلفات الحروب في قضاء "بشدر" التابع لمحافظة السليمانية، إلى وقوع خسائر مادية فادحة لأحد مربي الماشية، في حادثة تتكرر باستمرار في المناطق الحدودية لإقليم كوردستان.
وقع الانفجار في منطقة "بنه باري" التابعة لحدود قرية "كرتك" في ناحية "ناودەشت" بقضاء بشدر. وأفاد صاحب الماشية، حمه علي مينه، في تصريح لـ "كوردستان 24"، بأن "اللغم انفجر وسط القطيع، مما أسفر عن نفوق 25 رأساً من الأغنام والماعز على الفور"، مؤكداً أن "الراعي نجا من الانفجار ولم يصب بأذى جسدي، لكن الخسارة المادية كانت كبيرة جداً".
وعن طبيعة المنطقة، أوضح حمه علي أن موقع الحادث كان يضم "ربايا" (ثكنات عسكرية) إبان عهد النظام السابق، مشيراً إلى وجود آثار لست ربايا عسكرية في تلك المنطقة لا تزال مفخخة بالألغام ولم يتم تطهيرها حتى الآن، رغم مرور عقود على انتهاء الحروب.
وفي رسالة تعكس معاناة سكان القرى الحدودية، أشار صاحب الماشية إلى أن الأهالي يدركون تماماً خطورة المنطقة ووجود الألغام فيها، "لكن غياب المراعي البديلة يضطر المربين إلى المخاطرة بأرواحهم وممتلكاتهم لإطعام مواشيهم". وأكد أن هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها مثل هذه الحوادث، حيث سبق وأن سقط ضحايا من البشر والحيوانات في الموقع ذاته.
تعد المناطق الحدودية في قضاء بشدر من أكثر المناطق تضرراً من مخلفات الحروب، لا سيما حرب الثمانينيات بين العراق وإيران، حيث لا تزال مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والمراعي تضم حقولاً للألغام لم تصلها فرق التطهير، مما يشكل تهديداً دائماً لحياة القرويين ومصدر رزقهم الوحيد المتمثل في تربية الماشية.