الناصرية.. منطقة "العكر" خارج حسابات الخدمات والأوحال تفرض "عزلة إجبارية" على آلاف المواطنين

أربيل (كوردستان 24)- تعيش منطقة "العكر" في قلب مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) واقعاً خدمياً مأساوياً، حيث تسبب غياب البنى التحتية وانهيار شبكات الطرق في تحويل حياة آلاف العائلات إلى معاناة مستمرة، تتفاقم بشكل كارثي مع حلول فصل الشتاء.

ورصدت عدسة "كوردستان 24" الحالة المتردية للشوارع التي تحولت إلى برك من الأوحال نتيجة الأمطار، مما أدى إلى شلل تام في حركة المواطنين.

وأكد الأهالي أن سوء التخطيط وإهمال تأمين الخدمات الأساسية من تعبيد للطرق وشبكات تصريف مياه الأمطار جعل المنطقة تعيش في "عزلة إجبارية" بمجرد هطول زخات مطرية بسيطة.

وفي لقاءات ميدانية، عبّر سكان المنطقة عن سخطهم من تجاهل الجهات الحكومية لمطالبهم.

وقال المواطن عباس عبد: "نحن هنا بلا كهرباء مستقرة، ولا طرق معبدة، ولا شبكات صرف صحي. يوم واحد من المطر يعني انقطاع أطفالنا عن المدارس لمدة أسبوع كامل، فالأوحال تمنعهم من الوصول إلى صفوفهم".

ولم تقتصر المعاناة على التعليم فحسب، بل امتدت إلى الجانب الصحي؛ حيث أشار المواطن نهاد عباس إلى أن "نقل مريض أو حالة طارئة من داخل المنطقة بات أمراً شبه مستحيل، فالسيارات لا تستطيع دخول الأزقة الغارقة في الطين، وهو ما يعرض حياة كبار السن والمرضى للخطر".

وانتقد الأهالي أداء الحكومة المحلية، مشيرين إلى أنهم يُواجَهون بـ"رمي المسؤولية" بين ذي قار وبغداد.

وصرح سالم البدري  مختارالمنطقة بمرارة: "عندما نراجع المحافظة، يقولون لنا إن المشكلة في بغداد، فإذا كانت الحلول في العاصمة فقط، فما هو دور الحكومة المحلية ودوائرها الخدمية؟".

كما لفت إلى أزمة الكهرباء، موضحا أن المنطقة التي يقطنها أكثر من 125 ألف نسمة لا تمتلك سوى عدد ضئيل جداً من المحولات الكهربائية المتهالكة.

الوضع المأساوي للمنطقة يدفع الأطفال في يالسير حفاة وسط الأطيان للوصول إلى منازلهم.

وطالب أهالي "العكر" بتدخل عاجل وجدي لإطلاق مشاريع خدمية حقيقية تنتشلهم من واقعهم المرير.

مؤكدين أن الوعود الانتخابية لم تترجم إلى أفعال على أرض الواقع، وأن "الشارع الستيني" والمناطق المحيطة به باتت مثالاً صارخاً للتهميش والإهمال في المحافظة.

تقرير: حيدر حنون - كوردستان 24  - الناصرية