فرح تحت الركام.. مسيحيو غزة يحيون قداس الميلاد بصلوات من أجل السلام

أربيل (كوردستان24)- في مدينة اعتادت استقبال صباحاتها على وقع القصف وأزيز الطائرات، جاء هذا المساء مختلفاً في قطاع غزة؛ مساءٌ أقل صخباً وأكثر امتلاءً بترقب الأمل، حيث أحيا المسيحيون في القطاع قداس عيد الميلاد المجيد في كنيسة "دير اللاتين"، معبرين عن تمسكهم بالحياة رغم جراح الحرب المستمرة.

ترأس القداس الكاردينالِ بييرباتيستا بيتسابلا، بطريرك القدس، الذي أكد في كلمته أن احتفالات هذا العام تمثل صفحة جديدة من الصمود لمجتمع عاش وما يزال يواجه أوقاتاً عصيبة. وقال البطريرك: "كان من المهم جداً أن نكون هنا اليوم، وفقاً لتقاليدنا، لنحتفل مع رعيتنا بعيد الميلاد المجيد، ونرفع الصلوات من أجل أن يحل السلام".

داخل أروقة الكنيسة، تسلل الضوء بهدوء معلناً عن عيد يختلط فيه الإيمان بالأمل، والبهجة الخجولة بالتشبث بالحياة. الاحتفال غابت عنه مظاهر الصخب والزينة المعتادة، وحلّت مكانها صلوات خاشعة ودموع مثقلة بذكريات عامين من الحرب والنزوح.

وعبّر أطفال غزة عن مشاعر متناقضة؛ حيث قال منتصر ترزي أحد المشاركين في الاحتفال: "الاحتفال جميل، لكن السنوات التي سبقت الحرب كانت أحلى.. كان هناك ناس أكثر وشجرة ضخمة نضيئها سوياً". فيما قالت الطفلة مريم الجلده بمرارة: "هذه أول مرة نشعر بالفرح منذ سنتين.. فقدت أفراداً من عائلتي، وكنا نزين الشجرة في بيتنا، أما الآن فلا نرى إلا الحرب والحزن".

لم تتوقف تداعيات الحرب عند حدود الكنيسة، بل امتدت لتطال طقوس العيد؛ إذ تمر المناسبة هذا العام على مقربة من خيام النزوح التي استُبدلت بها البيوت، وبدلاً من الطمأنينة، يعيش الأهالي حالة من الانتظار المفتوح، آملين في يوم تعود فيه أجراس الكنائس لتدق احتفالاً بالحياة حين تعود البيوت ويزول الخوف.

واختتم المحتفلون قداسهم بالدعاء بأن يكون العام القادم عاماً للسلام الشامل، وأن تقام الاحتفالات القادمة خارج أسوار الكنيسة في أجواء من الحرية والأمان.

تقرير: بهاء الطباسي - كوردستان 24 - غزة