مشروع "روناكي".. ثورة في قطاع الكهرباء بكوردستان: طاقة مستدامة وفواتير أقل بنسبة 50%

أربيل (كوردستان 24)- أحدث مشروع "روناكي" لتجهيز الكهرباء على مدار 24 ساعة في إقليم كردستان نقلة نوعية في حياة المواطنين، محققاً توازناً طال انتظاره بين استمرارية التجهيز وتخفيض التكاليف الاقتصادية، فضلاً عن آثاره الإيجابية على البيئة والمستوى المعيشي.

في استطلاع أجرته "كوردستان 24"، أكد عدد من المواطنين أن المشروع ساهم بشكل مباشر في تخفيف العبء المالي عن كاهل الأسرة. وذكر أحد المواطنين: "كنت أدفع سابقاً نحو 72 ألف دينار مقابل 6 أمبيرات فقط من المولدات الأهلية، أما الآن مع مشروع روناكي، فإن فاتورتي لا تتجاوز 55 ألف دينار مع تجهيز كامل للكهرباء على مدار الساعة، وهو فرق شاسع يخدم المواطن البسيط".

من جانبه، أشار مواطن آخر إلى أن تكلفة الكهرباء انخفضت من 120 ألف دينار (كلفة الديزل والمولدات) إلى حوالي 65 ألف دينار شهرياً، مؤكداً أن الاستقرار في التجهيز ينعكس إيجاباً ليس فقط على المنازل، بل على قطاعات الصناعة والتجارة وحتى العلاقات الاجتماعية التي تأثرت لسنوات بسبب الانقطاعات المتكررة.

لم تقتصر فوائد المشروع على الجانب المالي؛ إذ يرى المواطنون أن التخلص من المولدات الأهلية أنهى حقبة من الضجيج المستمر والتلوث البيئي الناتج عن انبعاثات الديزل. ووصف أحد السكان المشروع بأنه "خطوة حضارية ناجحة جداً، خلصتنا من إزعاج المولدات ووفرت لنا طاقة نظيفة ومستمرة".

ومع ذلك، شدد المستفيدون من المشروع على أهمية "ثقافة الاستهلاك"، حيث أشاروا إلى ضرورة أن يكون المواطن "اقتصادياً" في استخدامه للطاقة، وتجنب تشغيل الأجهزة عالية الاستهلاك (كالسخانات والمكيفات) دون الحاجة الفعليه لها، لضمان ديمومة المشروع واستقرار الشبكة.

وفي ظل الأزمة المزمنة التي يعاني منها قطاع الكهرباء في بقية المحافظات العراقية، والتي تصل فيها ساعات القطع إلى مدد طويلة، أعرب مواطنون عن أملهم في أن تنتقل تجربة "روناكي" الناجحة من إقليم كوردستان إلى عموم العراق.

وقال أحد المتحدثين: "نتمنى أن يتم تعميم هذه العملية في كافة محافظات عراقنا الحبيب. ففي الوقت الذي نعاني فيه في مناطق أخرى من انقطاعات تصل لـ 4 و5 ساعات مقابل ساعتي تجهيز فقط، أثبت إقليم كوردستان أن الحلول التقنية والإدارية قادرة على توفير الكهرباء للمواطن بكرامة وبأسعار معقولة".

يُذكر أن مشروع "روناكي" يعتمد على أنظمة عدادات ذكية وإدارة متطورة للأحمال، تهدف إلى القضاء على الضايعات في الشبكة الكهربائية وضمان عدالة التوزيع، مما يجعله نموذجاً يحتذى به في إدارة ملف الطاقة وطنياً.