"إبادة صامتة" في الأهوار.. مرصد العراق الأخضر يحذر من فقدان آلاف الطيور المهاجرة

أربيل (كوردستان 24)- أطلق مرصد العراق الأخضر، اليوم السبت، تحذيراً شديد اللهجة من "مجازر" تتعرض لها الطيور المهاجرة في مناطق الأهوار العراقية، كاشفاً عن نفوق وفقدان نحو ألف طير خلال الشهر الحالي فقط نتيجة عمليات الصيد الجائر، وسط انتقادات حادة للإجراءات الأمنية التي وصفها بأنها "تستهدف الباعة وتتجاهل الرؤوس الكبيرة للصيد".

أوضح المرصد في بيان صحفي، أن الطيور المهاجرة تقطع آلاف الكيلومترات هرباً من صقيع المناطق القطبية والباردة، لتجد في أهوار جنوب العراق الملاذ الأكثر دفئاً في العالم للتكاثر وبناء الأعشاش.

إلا أن هذا "المأوى الطبيعي" تحول إلى ساحة للصيد العشوائي باستخدام الشباك والوسائل المحرمة بيئياً، متجاهلين كافة التحذيرات الحكومية الصادرة عن وزارة الداخلية والجهات المعنية.

وانتقد التقرير بشدة أداء وزارة البيئة والشرطة البيئية، مبيناً أن جهودهما اقتصرت على ملاحقة الباعة المتجولين في "سوق الغزل" ببغداد أو الأسواق المحلية، بينما يظل الصيادون الفعليون في عمق الأهوار بعيدين عن المحاسبة.

وتساءل المرصد عن جدوى الاعتقالات في الأسواق: "ما هو مصير الطيور المصادرة؟ إذا أُطلق سراحها، فما الضمان لعدم صيدها مرة أخرى فور عودتها للأهوار؟".

مشيراً إلى أن عمليات البيع لم تعد تقتصر على الأسواق المعروفة، بل انتقلت إلى "التجارة السرية" بعيداً عن أعين الرقابة.

وحذر المرصد من أن استمرار هذا النهج العنيف في التعامل مع الحياة البرية أدى بالفعل إلى "تغيير مسارات الهجرة"؛ حيث بدأت أنواع نادرة من الطيور تتجنب الدخول إلى الأجواء العراقية نتيجة استهدافها المتكرر طوال السنوات الماضية.

ونبّه البيان إلى أن العراق يخسر بذلك ثروة عالمية، حيث كانت هذه الرحلات مادة خصبة لإنتاج الأفلام الوثائقية العالمية ومراكز الأبحاث التي تتبع مسارات الهجرة، مما يضع سمعة العراق البيئية على المحك في المحافل الدولية.

واختتم مرصد العراق الأخضر بيانه بالدعوة إلى: نقل الثقل الأمني من الأسواق المحلية إلى قلب مناطق الصيد في الأهوار. مع تفعيل العقوبات القاسية بحق الصيادين الذين يستخدمون وسائل الإبادة الجماعية للطيور. مؤكدا على ضرورة تشديد الرقابة على المسارات السرية لبيع وتداول هذه الطيور التي تُذبح وتُباع كـ "ولائم"، في انتهاك صارخ للقوانين البيئية الدولية.