تعرضوا لـ"استهداف مركب".. واشنطن تستذكر "إبادة الفيليين" والمأساة متواصلة

يسكن الكورد الفيليون أيضا في مناطق من بغداد كشارع الملك غازي والصدرية

لا تزال معاناة الكورد الفيليين متواصلة في العراق
لا تزال معاناة الكورد الفيليين متواصلة في العراق

أربيل (كوردستان24)- استذكرت البعثة الدبلوماسية الأمريكية  في أربيل، الإبادة الجماعية التي تعرض لها الكورد الفيليون قبل أكثر من أربعة عقود على يد النظام السابق، وقالت إنها ملتزمة بالحفاظ على الأقليات العرقية والدينية في العراق وتعزيز مفاهيم التعددية والتسامح.

ولا تزال معاناة الكورد الفيليين متواصلة في العراق ولا سيما بغداد على الرغم من سقوط النظام السابق على يد القوات الأمريكية قبل نحو 18 عاماً.

وتعرض الكورد الفيليون الى تهجير ممنهج منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، ثم إبان حكم الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر في عامي 1970 و1975، ومن بعده صدام حسين في 1980 بذرائع شتى ومنها أنهم ينحدرون أصلا من إيران قبل أن يتم إسقاط جنسيتهم.

وقالت القنصلية الأمريكية لدى أربيل في منشور على صفحتها في فيسبوك "يصادف اليوم الذكرى السنوية للإبادة الجماعية ضد الكورد الفيليين في العراق، حيث نستذكر الإجراءات التي اتخذها نظام صدام الاستبدادي بحق تلك الشريحة، مثل التمييز العنصري والتهجير وإسقاط الجنسية والترحيل والتهميش ومصادرة ممتلكاتهم وعقاراتهم".

وأضافت أن الولايات المتحدة تدعم "تحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع فئات المجتمع وتؤكد من جديد التزامها بالحفاظ على الأقليات العرقية والدينية في إقليم كوردستان والعراق، وتعزيز مفاهيم التعددية والتسامح".

والفيليون- وأغلبهم مسلمون شيعة- هم من سكان العراق ويقطنون في مناطق جلولاء وخانقين ومندلي شمالاً إلى منطقة علي الغربي جنوباً مروراً بمناطق بدرة وجصان والكوت والنعمانية والعزيزية.

ويسكن الكورد الفيليون أيضا في مناطق من بغداد كشارع الملك غازي والصدرية وعكد الأكراد وحي جميلة وغيرها من أحياء العاصمة العراقية.

واستذكرت لجنة الشهداء النيابية، فاجعة الكورد الفيليين الذين أعدمهم النظام السابق.

وذكر بيان للجنة، أن "بوم الشهيد الفيلي يعيد لأذهان الإنسانية جمعاء جرائم الإبادة الجماعية بحق الكورد الفيليين وتهجيرهم القسري وسلب جنسيتهم العراقية ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة وحجز وتغييب الآلاف من أبنائهم من دون ذنب إلا كونهم جسراً بين قوميتين وبين مذهبين وما ذلك بذنب إلا في أذهان شراذم النظام السابق".

وأضاف أن "للكورد الفيليين معاناة متعددة، وجرحاً غائراً لا يكاد يندمل إلا لكي يشعل الذاكرة اتقاداً مرة تلو الأخرى، فهم كانوا وما زالوا فئة منجزة وفاعلة في كل ميادين العمل والإبداع، وفي نفس الوقت فئة مهملة ومنتزعة عن أرضها ومن حقوقها الإنسانية عنوة وبقرار اجرامي وظالم".

وجاء في البيان أن الفيليين "لاقوا الظلم والجور من قبل النظام الدكتاتوري بما لم يشهد التاريخ الحديث له مثيلا بالتهجير القسري وتغييب شبابهم، وسحب الهوية العراقية واتهامهم بشتى التهم الباطلة وهذا يتطلب منا جميعا إنصاف هذا المكون الأصيل وحسم الملف الفيلي واستعادة الحقوق لهم ولكل الضحايا الذين قضوا على يد الطاغية وحزبه الشوفيني من خلال تفعيل قوانين العدالة الانتقالية".

وقال زعيم تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم في كلمة له، إن الكورد الفيليين "تعرضوا لاستهداف مركب تارة لكونهم من اتباع أهل البيت (عليهم السلام) وأخرى لانتمائهم القومي".

وأضاف أن "قضية هذا المكون العزيز وإنصافه على رأس اهتماماتنا، ونحث أبناءه بجميع فعالياتهم على توحيد صفوفهم والانتظام سياسيا لخوض استحقاقات المرحلة المقبلة بفاعلية لتحقيق تطلعات الكورد الفيليين".

ولا توجد إحصائيات رسمية لعدد الكورد الفيليين في العراق خاصة في ظل الظروف التي تعرضت لها هذه الفئة من تهجير وإبعاد وإقصاء.

وقال النائب في البرلمان العراقي مازن الفيلي في بيان إن "ما يزيدنا اسىً هو أن حكومات ما بعد 2003 لم تنصف الكورد الفيليين ولم تضمد جراحهم، فما زالت ممتلكات الكثير منهم لم ترد لهم أو تعوض تعويضاً مجزياً ولا يزال مصير الكثير من أبنائهم مجهولاً و لم يجرِ تعويضهم".

Fly Erbil Advertisment