منظمة حقوقية: تركيا رحلت آلاف اللاجئين السوريين بشكل تعسفي

أربيل (كوردستان 24)- قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش'' المعنية بحقوق الإنسان، أن أنقرة قامت باعتقال واحتجاز وترحيل مئات اللاجئين السوريين، بشكل تعسفي إلى بلادهم ما بين شهري شباط وتموز الماضيين.

وذكرت المنظمة في تقرير لها، ان "اللاجئين السوريين تم اعتقالهم من الشوارع ومن منازلهم وأماكن عملهم من قبل رجال الأمن الأتراك الذين قاموا بضرب معظمهم والإساءة إليهم واحتجازهم في ظروف سيئة، ومن ثم إجبارهم على التوقيع على وثيقة العودة الطوعية".

وذكرت الباحثة الحقوقية في المنظمة "نادية هاردمان"، ان السلطات التركية اقتادت اللاجئين السوريين ومن بينهم أطفال إلى نقاط العبور الحدودية، وأجبرتهم على العبور تحت تهديد السلاح، الأمر الذي يعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي.

وأشارت المنظمة في تقريرها، ان أنقرة تحاول جعل الشمال السوري منطقة للتخلص من اللاجئين.

وبيّنت "رايتس ووتش" أن العديد من اللاجئين الذين تمت إعادتهم هم من المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد في سوريا، ما يشكّل خطورة عليهم، حيث تم توثيق 37 حالة للاجئين خاضعين للحماية المؤقتة رُحّلوا مع عشرات أو مئات آخرين وأُجبروا على التوقيع للعودة الطوعية دون السماح لهم بقراءة الاستمارات أوحتى توضيح ما ورد فيها.

وأشارت المنظمة الى أنه في حال اعتقال اللاجئين، تتم مصادرة هواتفهم ومتعلقاتهم الشخصية ولا يسمح لهم بالاتصال بأقاربهم أو محاميهم، كما يوضعون في غرف ضيّقة وغير صحيّة حيث عدد الأسرّة محدود، في حين يحتجز البعض منهم بالخارج لساعات متتالية بانتظار تخصيص مكان لهم الذي اتضح بعد ذلك أنه حاوية معدنية ضيقة، كما أكد اللاجئون تعرضهم للاعتداء الجسدي والشتم، حيث رُكلوا وضُربوا بالأيدي أو بهراوات خشبية أو بلاستيكية. 

ولفت التقرير إلى أن أنقرة ملزمة بموجب المعاهدات والقانون الدولي باحترام مبدأ عدم الإعادة القسرية، ويجب عليها ألا تُجبر الناس على العودة إلى الأماكن التي يواجهون فيها أضراراً جسيمة، فيما طالبت المسؤولة بالمنظمة "هاردمان" الاتحاد الأوروبي بالاعتراف أن تركيا لا تفي بمعاييره المتعلقة بدولة ثالثة آمنة، وتعليق تمويله حتى تتوقف عمليات الترحيل القسري.