يوتيوب يعلن الحرب على المعلومات الطبية المضللة

أربيل (كوردستان 24)- تعهد موقع يوتيوب بحذف "النصائح" الخطرة في مجال الصحة التي ترد عليه، في خطوة لم تقنع متخصّصين في المعلومات المضللة يندّدون بنقص الشفافية.

يؤكد فيديو على "يوتيوب" أنّ الثوم يعالج السرطان، وآخر أن الفيتامين سي يمكن أن يحل مكان علاج إشعاعي.

في مواجهة تفشي المعلومات الطبية الخاطئة منذ أزمة كوفيد-19، بدأ الموقع (المملوك لشركة غوغل) في العام 2022 مطاردة المضامين المناهضة للقاحات، ثم المحتوى الذي يشجع اضطرابات الأكل.

وبعد عام على ذلك، أكد يوتيوب عزمه الذهاب إلى أبعد من ذلك عبر ملاحقة المعلومات الكاذبة بشأن السرطان؟.

مشيراً إلى أنّ الأشخاص الذين يُشخَّصون به "غالبًا ما يتصفّحون الإنترنت لمعرفة أعراض المرض ومسارات العلاج، وللشعور (بالانتماء إلى) مجموعة ما". 

وحذّر الموقع من أنّ مستخدم الإنترنت الذي ينشر معلومات صحية كاذبة سيحذف مقطعه، وبعد ثلاث محاولات  سيتم حظر قناته أو حسابه، وهو قرار يمكن الطعن به، بحسب الموقع.

وشكّك عالم الاجتماع لوران كوردونييه من مؤسسة ديكارت الفرنسية المتخصّصة في القضايا المرتبطة بالمعلومات بفعالية التدابير المعلنة.

مؤكداً أنّ "ناشري المعلومات الصحية المضللة موجودون بقوة على موقع يوتيوب بالفرنسية".

لافتاً خصوصاً إلى انتشار إعلانات تحمل معلومات مضلّلة مثل تلك التي شوهدت في منتصف الصيف في مقاطع "ترفض ضرورة ترطيب الجسم خلال موجة الحر، بحجة أنّ سكان الصحراء يشربون القليل جداً" من السوائل. 

وقالت الصحفية أنجي هولان، رئيسة الشبكة الدولية للتدقيق بصحة المعلومات التي تعد وكالة فرانس برس جزءاً منها، "يضم موقع يوتيوب مضامين كثيرة لدرجة أنه من الصعب جداً تحديد ما إذا كانت جودة المعلومات تشهد تحسناً أم لا".

- نقص الكفاءة والشفافية - 

يتلقى الموقع في كل دقيقة،  أكثر من 500 ساعة من المواد الجديدة، ويمثل اكتشاف المعلومات الخاطئة "تحديًا تكنولوجيًا ضخمًا" وفقًا ليوتيوب، خصوصاً أن مقاطع الفيديو القديمة يجب أيضًا أن تخضع للتدقيق بموجب القواعد الجديدة. 

وأكد موقع يوتيوب أنه حذف بين كانون الثاني ونيسان 2023 أكثر من 8,7 ملايين مقطع فيديو، تم رصد أكثر من 90 بالمئة منها بواسطة الذكاء الاصطناعي. 

وقال الصحافي الإسباني كارلوس هيرنانديس إيتشيفاريا، من شركة  "مالديتا" للتحقق من صحة المعلومات إن "الوسائل التلقائية تفشل فشلاً ذريعاً، خصوصاً عندما لا يكون الفيديو باللغة الإنكليزية".

كذلك انتقد "الرقابة" التي يمارسها موقع يوتيوب عبر حذف مقاطع فيديو "بدون أن يعرف مستخدمو الإنترنت سبب كون معلومة معينة خاطئة".

بينما تتوجه منصات أخرى إلى الحد من انتشار المحتوى الإشكالي على نطاق واسع أو إضافة سياق إلى هذه المواد.

وإلى جانب هذه الإجراءات، طوّر يوتيوب أدوات جديدة لتسليط الضوء على المحتوى الذي تنشره السلطات الصحية والمستشفيات.

وفي إطار المعركة اليومية ضد المعلومات المضللة في مجال الصحة، أعرب كليمان باستيه، من مجموعة "ليكستراكتور" l'Extracteur، عن "عدم ارتياحه لأننا نعهد إلى شركة خاصة مهمة تحديد ما يمكن قوله وما لا يمكن قوله، ومن هو الموثوق به في مواضيع معقدة إلى هذا الحد...".  

ويخشى أن تؤدي سياسة يوتيوب "الفعالة بلا شك على المدى القصير"، إلى تعزيز نظريات المؤامرة على المدى الطويل التي ستجد "منصات أخرى للتعبير عن نفسها". 


المصدر: فراس برس

Fly Erbil Advertisment