حسين: إيطاليا تقود لوبي أوروبي لإعادة العلاقات مع دمشق لمواجهة تدفق الكبتاغون واللاجئين
"المعارضة السورية لم تُمنح فرصة كافية في المفاوضات الدولية".

أربيل (كوردستان 24)- أكد الكاتب والصحافي السوري عقيل حسين، اليوم الجمعة 26 تموز (يوليو) 2024، أن إيطاليا تقود لوبياً أوروبياً لإعادة العلاقات مع "النظام السوري" لمواجهة تدفق الكبتاغون واللاجئين، مشيراً إلى أن المعارضة السورية لم تُمنح فرصة كافية في المفاوضات الدولية.
وفي مقابلة مع كوردستان24، تحدث عقيل حسين عن نية روما تطبيع علاقاتها مع دمشق، مشيراً إلى أنه "يجب النظر إلى هذا التطور من زاويتين رئيسيتين. الأولى هي الاعتراف بتأثير الأحداث العالمية الكبيرة على الملف السوري، مثل الحرب الروسية الأوكرانية وحرب غزة في أكتوبر 2023، والتي دفعت العديد من الدول إلى تعديل سياساتها تجاه سوريا".
وأشار حسين إلى أن "النظام السوري نجح خلال السنوات الأخيرة، منذ عام 2019، في إغراق الدول الأوروبية بالمخدرات، وخاصة الكبتاغون، وفقاً لدراسات وإحصاءات من مؤسسات إعلامية كبرى ومنظمات دولية. كما نجح النظام في إرسال أعداد كبيرة من اللاجئين إلى أوروبا، مما أثار قلق الدول الأوروبية ودفعها للتدخل".
وأضاف أن "المعارضة السورية، الممثلة بمنصات القاهرة وموسكو وإسطنبول، تعمل تحت إطار هيئة التفاوض السورية المعترف بها دولياً بموجب القرار 2254. ورغم ذلك، لم تُمنح المعارضة الفرصة الكافية في مفاوضات جدية أو في مرحلة انتقالية، مما يجعل من الصعب الحكم على نجاحها أو فشلها".
وأكد حسين أن "الدول التي تسعى لتطبيع العلاقات مع النظام السوري، مثل إيطاليا، ترى في النظام أمراً واقعاً، رغم أنه لا يسيطر سوى على 50 إلى 60 بالمئة من مساحة سوريا، في حين تسيطر المعارضة على الباقي، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية. وتسعى هذه الدول لاحتواء مخاطر النظام السوري المتعلقة بتصدير المخدرات واللاجئين".
وأشار إلى أن "إيطاليا، التي تقود حملة لتشكيل لوبي داخل الاتحاد الأوروبي لإعادة العلاقات مع النظام السوري، تعتبر مدخلاً رئيسياً لتصدير الكبتاغون واللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي"، موضحاً أن "الدول المعنية بتطبيع العلاقات تشمل قبرص، اليونان، التشيك، سلوفاكيا، النمسا، وإيطاليا".
وختم حسين بالقول إن "تركيا، التي كانت تسيطر بشكل كبير على الملف السوري، تسعى أيضاً للتطبيع مع النظام لمواجهة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية"، مشدداً على أن "لكل دولة أهدافها الخاصة ولا تهتم بالنظام السوري بحد ذاته، بل تسعى لتعزيز وجودها في سوريا من خلال التعامل معه".
هذا واستأنفت إيطاليا علاقتها الدبلوماسية مع دمشق، لتكون أول دولة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى تعيد عمل بعثتها الدبلوماسية في سوريا.
وقال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، اليوم الجمعة، إن بلاده قررت تعيين سفير في سوريا، بعد أن علقت نشاطها الدبلوماسي مع دمشق منذ أن عصفت الحرب بالبلاد عام 2012.
وكانت إيطاليا استدعت جميع الموظفين من سفارتها بدمشق في 2012، وعلقت النشاط الدبلوماسي في سوريا احتجاجاً على "العنف غير المقبول" من حكومة الرئيس بشار الأسد ضد المواطنين.