الديموقراطيون يكرّمون بايدن في نهاية مساره السياسي ويرشحون هاريس رسميا

أربيل (كوردستان24)- يلقي الرئيس الأميركي جو بايدن الإثنين كلمة يختتم بها مسيرته السياسية خلال المؤتمر الوطني الديموقراطي، قبل أن ينسحب مفسحاً المجال لتسمية نائبته كامالا هاريس مرشحة للحزب للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر.
وخلال تجربة تقنية مقتضبة على المنصة في شيكاغو قال بايدن في تصريح لصحافيين "أنا جاهز" لتسليم الشعلة.
وبعد أقل من شهر على انسحابه المفاجئ من السباق وصعود هاريس اللافت، يخصّ الديموقراطيون الرئيس بتكريم يليق بسنواته المديدة في السياسة، يشارك فيه المسؤولون أنفسهم الذين ساهموا في دفعه إلى الخروج بسبب مخاوفهم بشأن وضعه الصحي وسنّه.
ومن المتوقع أن يؤكد بايدن البالغ 81 عاما، أنّ هاريس، أول امرأة سوداء ذات أصول من جنوب آسيا تتولى منصب نائبة الرئيس، هي أفضل من يمكنه إنجاز المهمة التي باشرها في ولايته الوحيدة بهدف حماية الديموقراطية الأميركية من تهديد خصمه الجمهوري دونالد ترامب.
وستظهر هاريس لفترة وجيزة بجانب بايدن على المسرح بمناسبة إلقاء خطابه الوداعي، في لحظة رمزية تصوّر وحدة الصف بين الديموقراطيين بشأن خلافته في البيت الأبيض.
وفيما يعقد الحزب الديموقراطي مؤتمره الوطني العام تحت شعار الوحدة، وُجّهت دعوة لتنظيم تظاهرة ضخمة في شيكاغو احتجاجا على دعم الإدارة الأميركية لإسرائيل في حربها المدمرة مع حركة حماس في قطاع غزة.
لكنّ التجمّع الذي نظّم ظهرا شارك فيه بضعة آلاف، وفق مراسل وكالة فرانس برس، وهو عدد أدنى بكثير مما كان يأمل بعض المنظمين.
وقال بايدن الأحد إنه يشعر بـ"الارتياح، ارتياح حقيقي" بشأن خطابه، بعدما أمضى عطلة نهاية الأسبوع يضع اللمسات الأخيرة عليه مع مساعديه المقربين في كامب ديفيد، المنتجع الرئاسي بولاية ميريلاند الريفية.
مقدّمة لخطاب هاريس
ويدرك بايدن جيدا أن إرثه السياسي يتوقف على فوز هاريس على ترامب في الانتخابات، وهو يعي أنه في حال هزمها خصمها، فسوف يلومه كثر على بقائه في السباق لوقت طويل قبل الانسحاب في الشوط الأخير.
وستعتلي السيدة الأولى جيل بايدن (73 عاما) المنصة في شيكاغو قبل زوجها الذي ستقدّمه ابنته آشلي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار إن بايدن "يتطلع للتحدث عن النجاحات التاريخية التي حققها لبلدنا مع نائبة الرئيس".
وبالرغم من التكريم، فإن الانسحاب سيكون له حتما طعم مرير للرئيس الذي شاهد صعود هاريس بوجه ترامب إلى أن تخطّته حتى في بعض استطلاعات الرأي، وموجة الحماسة التي عمّت الديموقراطيين، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه خلال فترة ترشحه.
وستكون كلمة الرئيس مقدمة لهاريس التي تلقي الثلاثاء خطاب قبول ترشيحها، وهو ما كان الرئيس يستعد للقيام به شخصيا قبل بضعة أسابيع فحسب.
طعم حنين
ولن يبقى بايدن لحضور خطاب نائبته، بل سيعود مباشرة بعد كلمته ليبدأ عطلة تستمر ستة أيام في كاليفورنيا، فيما يتواصل المؤتمر من دونه.
وقالت لوري بيث هاغر الممثلة عن ولاية نورث داكوتا التي حضرت إلى شيكاغو للمشاركة في المؤتمر "أشعر بالحنين"، مشيدة بـ"الرئيس العظيم".
وقالت "سوف أحمل معي المحارم غداً، لكنني معجبة أيضا بالشجاعة، الشجاعة السياسية التي تحلّى بها بالتأكيد باتخاذه هذا القرار".
وقال كين تشيستك وهو مندوب ديموقراطي عن ولاية وايومينغ "آسف لمشاهدته يغادر، ستكون لحظة بغاية الصعوبة".
وقال الناشط الديموقراطي هاري باسكال "أنا أحب هذا الرجل، لكنني شعرت بسعادة غامرة لانسحابه لأنه كان يشدنا للأسفل".
في الأثناء تطرّق ترامب الإثنين في بنسيلفانيا لبرنامجه الاقتصادي.
وتعهّد الرئيس الجمهوري السابق تحولاً نحو الحمائية وإلغاء قيود على نطاق واسع، ووجّه انتقادات لمشاريع "شيوعية" لهاريس التي اتهمها بأنها "لا تدري ماذا تفعل"، وبأنها "انقلبت" على بايدن.
ويشيد الديموقراطيون ببايدن باعتباره المرشح الذي هزم ترامب عام 2020 ثم قاد البلاد لإخراجها من جائحة كوفيد وكذلك أيضاً من صدمة السادس من كانون الثاني/يناير 2021 حين اقتحم أنصار للرئيس السابق مقر الكونغرس.
وإذا كان بايدن قد تمسّك بالأساس بترشيحه بالرغم من أدائه الكارثي في مناظرته التلفزيونية بمواجهة ترامب في حزيران/يونيو، ما أدى إلى تصاعد أصوات ديموقراطية تطالبه بالتنحي، فإن تضحيته في نهاية المطاف تقابَل بامتنان وثناء واسعين بين الديموقراطيين.
ونجحت هاريس في قلب الحملة الانتخابية رأسا على عقب، فحفّزت الشباب والنساء والناخبين السود، وهي فئات فقدت اهتمامها بالانتخابات حين كان السباق يدور بين رجلين أبيضين مسنّين.
في المقابل، زعزع هذا التحول في السباق حملة ترامب الذي ندد بـ"انقلاب" نفذه الديموقراطيون على بايدن.
وكان الملياردير الجمهوري يبدو قبل شهر فقط أنه متّجه نحو انتصار سهل وساحق ولا سيما بعد نجاته من محاولة اغتيال، ثم ظهوره بضمادة على أذنه في المؤتمر الوطني الديموقراطي الذي كرّسه مرشحا للبيت الأبيض في ميلووكي.
ومع تبدل السباق، يجد صعوبة في إعادة توجيه حملته لتركيزها على منافسة هاريس، فيعود باستمرار إلى شنّ هجمات وتوجيه شتائم شخصية وإلقاء خطابات طويلة وغير مترابطة رغم مناشدات كبار الجمهوريين للتركيز على المواضيع الجوهرية.
وبموازاة المؤتمر الديموقراطي، سيجول ترامب على ولايات تشهد منافسة محتدمة فينظم تجمعات انتخابية طوال الأسبوع في بنسيلفانيا وميشيغن وكارولاينا الشمالية.
AFP