مثقفون وكتّاب في اوروبا: حزب العمال الكوردستاني يرتكب جرائم ضد الانسانية

أربيل (كوردستان24)- أصدر 36 مثقفاً وكاتباً في اوروبا بياناً مشتركاً ضد القتال الدائر بين الجيش التركي وعناصر حزب العمال الكوردستاني في المناطق الحدودية لاقليم كوردستان، والذي يسفر عن خسائر بشرية في الارواح وفي الممتلكات العامة والقرى في تلك المناطق، مؤكدين ان حزب العمال الكوردستاني يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
وجاء في البيان الذي نشر اليوم الثلاثاء 27 أغسطس 2024 " ضدَّ العنف والإرهاب والتّرهيب، إلى الرَّأي العامّ الكوردستاني والعالمي، على مرِّ التَّاريخ، اختلف المثقَّفون والأدباء والفنَّانون على الكثير من الأفكار والتوجُّهات، وتوزَّعوا على مشارب عقائديّة وإيديولوجيّة مختلفة ومتنوّعة، وربّما متنافرة أحيانًا، لكن جامعهم وهدفهم الأكثر سموًّا وغايتهم الأكثر نُبلاً كانت، وستبقى الحريّة. الحريَّة للذات المثقّفة، شريطة ألاَّ تكون منصّة ووسيلة لاستئصال الآخر، ومصادرة حقِّهِ في النّقد والاختلاف. الحريّة بوصفها أوكسجين الحياة وترياق الكرامة والعدالة.
وأضاف البيان "ولأنَّ الشَّعب الكوردستاني، شأنهُ شأن كلِّ الشُّعوب المُضطهدة المقموعة، هو الأكثرُ حاجةً إلى التحرُّر والحريّة، سواء داخل وطنه وعلى أرضه التاريخيّة كوردستان، أو في الشتات والمهاجر، ولأنَّ أبناء هذا الشَّعب، كانوا، وما يزالون يعانون الأمرَّين من الظلم ومصادرة الحريّات العامّة والفرديّة، ومعلومٌ من المستفيد من بقاء الكورد رهنَ الظلم والاستبداد والاستعباد، تبرز الأهميّة والضّرورة القصوى لظهور وبلورة موقفٍ ثقافيٍّ موحَّدٍ، جامعٍ، صلبٍ وحازم في مواجهة كلّ القوى الفاشيّة والظلاميّة الدينيّة منها والدنيويّة التي تستهدف الإنسان الكوردي في حياته وكرامته ولقمة عيشه وحرّيته".
وأوضح البيان انه "على ضوء ما سلف، نحن الموقّعون أدناه، من مثقّفين وأدباء وأصحاب كلمة ورأي، ومن المشتغلين في المجال الكوردي العام، نجدُ أنّه من الواجب علينا رفع أصواتنا عاليًا ضد عنف وإرهاب الدولة التركيّة الذي يستهدف الكرد وكردستان، في الوقت عينه، نرفع أصواتنا عاليًا ونطلق صرخة "كفى" في وجه سلوك وذهنيّة وممارسات حزب العمّال الكردستاني التخوينيّة، الاستبداديّة، التي تستهدفُ المجتمع الكوردي على صعيد الفرد والأسرة، والتنديد بارتكاب هذه الجماعة ما يرقى إلى جرائم الحرب وجرائم ضدّ الإنسانيّة من خطف الأطفال (أحداث وقاصرات) وتجنيدهم ضمن الكيانات العسكريّة التابعة لهذه الجماعة المسلّحة، وتحويل المدن والبلدات الكورديّة إلى سجون ومقابر فوق الأرض، وأنفاق تحت الأرض، واتّخاذ المدنيين كدروع بشريّة. ونشجب كلّ ما تقترفه هذه الجماعة من ممارسات عنفيّة استفزازيّة وعبثيّة مُدمّرة في كافّة أجزاء كوردستان".
وتابع البيان "في الوقت عينه، نحيطُ الأنظمة الأوروبيّة عِلمًا بأنَّ هذه الجماعة تستثمر القوانين الأوروبيّة وهامش الديمقراطيّة الأوروبيّة للقيام بأعمال إجراميّة خارجة عن القانون، ومنافية للقيم والأخلاق، ومنتهكة لمعايير ومبادئ الديمقراطيّة المعمول بها في أوروبا".
وأشار البيان الى أن "هذه الزمرة الحزبويّة المصنّفة على قوائم الجماعات الإرهابيّة في أمريكا والاتحاد الأوروبي، ما تزال طليقة اليد واللسان في أمريكا وأوروبا، وتستهدفُ المخالفين لها والمختلفين معها الذين ينتقدونها، سواءً بالتّصفية السياسيّة عبر التخوين والتشهير وتشويه السمعة، أم بالاعتداء الجسدي المباشر والاغتيال والتصفية الجسدية. وتاريخُ الحزب زاخرٌ بالجرائم البشعة التي استهدفت المنشقّين بالتصفيّة الجسديّة في فترات الثمانينيات والتسعينيّات من القرن المنصرم".
وأكد الموقعون على البيان على انهم "يقولون لهذه الجماعة والموالين لها والكيانات الثقافيّة والإعلاميّة والعسكريّة والأمنيّة التابعة لها، في الوطن والمهجر الأوروبي: إذا كانت أصوات سكاكينكم وبنادقكم وذهنيّة التخوين لديكم عاليةً، وقد أعمت عقولكم وقلوبكم، فإنّ صوت الحريّة والأحرار من الكورد أعلى وأقوى بكثير"، مضيفين انه "ربّما تنجح أيديكم في الوصول إلى أصحاب الرَّأي الحرّ والكلمة الحرّة، لكن لن تستطيعوا اغتيال الأفكار التي تنشدُ الحريّة، وتناشد بها. الرَّأي الحُرّ والفكر الحُرّ الناقد غير المهادن أو المساوم، وغير الخاضع للتّرهيب والإذلال، سيكون الكابوس الذي يلاحقكم، أنّى كُنتم".
وأردف البيان "تسميمُ المجتمعات وصناعة العبيد من قبل الأنظمة الاستبداديّة والزُّمر والميليشيات العسكريتاريّة لن يدوم إلى ما لا نهاية. التواري خلف أقنعة الديمقراطيّة والتحرُّر والحريّة الزَّائفة، والجمهوريّة الديمقراطيّة والأمّة الديمقراطيّة والمجتمع الإيكولوجي...، والكثير من الكلام الشِّعاراتي المُضلل، لن يستمرَّ إلى ما لا نهاية، استثمار دماء الشُّهداء، واللعب بعواطف عوائلهم وتجيير تضحيات الكورد ضمن العمّال الكوردستاني كسلاح ضدّ المختلفين معكم، لن يستمرَّ إلى ما لا نهاية، كذلك إذا كنتم تظنّون أنَّ الهروب من مبدأ المحاسبة القانونيّة، سواءً في كوردستان أو المهجر الأوروبي والأمريكي، سيستمرّ إلى ما لا نهاية، فأنتم واهمون.