نساء غزة.. صمود نادر لمواجهة قسوة الحياة

أربيل (كوردستان24)- أمام لهيب النار في أفران الطين، ومع اشتداد حرارة الصيف الحارقة، تغرق النساء في عرقهن وهن يصارعن من أجل سد جوع أطفالهن في صناعة الخبز لبيعه لمن يستطيع شراءه في مخيمات النزوح جنوب قطاع غزة، اخترن مواجهة النار بدلا من سؤال الناس الواقعين تحت نار الحرب.

نيران الحرب القاتلة، حرارة الشمس في صيف غزة القائظ، لهيب النار المستعر في أفران الطين، معاناة ثلاثية لنساء غزة اللائي يبذلن المستحيل لمساعدة أسرهن على جمع القوت اليومي، فكانت أفران الطين الحل الأمثل لصناعة الخبز، وتلك كانت عودة إلى الحلول القديمة مع انعدام الوقود والكهرباء.

وقالت رشا نصر وهي نازحة فلسطينية لكوردستان24 "أنا عملت في هذا العمل لأنه عمل شريف، ومن جهدي وبدل أولادي العرق الكثير، هذه الحياة صعبة، زوجي بقي في الشمال وأنا نازحة فمن الذي يرعانا".

مئات النساء فقدن أُسرهنَّ، ما وضَعهُن أمام تحد جديد تمثل في النزول إلى أعمال شاقة لا تناسبها، صناعة الخبز في أفران الطين، أحدُ هذه الأعمال بما تتطلبه من جمع الحطب، وتجهيزِ العجين، وصناعة الخبز ثم مهمة التوزيع في أوساط النازحين.

وقالت خديجة النحال وهي نازحة فلسطينية لكوردستان24 "أنا أعاني كثيرا، هذا عمل شاق، هذا ليس عملي ولكن الظروف أجبرتني أنا وأولادي نعمل فيه، كما ترى الحرارة مرتفعة ولا يستطيع أحد تحملها ".

نساء غزة يظهرن قوة استثنائية في كفاحهنّ من أجل البقاء من خلال العمل لإعالة ما تبقى من أُسرهن هربًا من ذل سؤال، أو انتظار مساعدة قد لا تأتي، وتبقى أفران الطين واحدة من حكايات كثيرة تكشف قدر المعاناة التى تواجهها حرائر غزة اللائي تحملن أسوأَ أعباء الحرب وتداعياتها على غزة.

بدورها قالت حميدة ماضي لكوردستان24 "كنا مرتاحين في بيوتنا. صحيح أننا كنا نعمل على افران الطين قبل النزوح لكن منا نعمل لنا فقط. فأنا عمري ستون عاماً لا اقوى على هذا العمل".

لم يعد أمام نساء غزة خَيار سوى العمل تجاه النار وتحت إطلاق الرصاصِ؛ رغم ملامح الإرهاق والتعب من النزوح المتكرر وقدر ما يحملنه من ألم فراق الأهل والأحبة.

 

تقرير: بهاء طباسي – كوردستان24

Fly Erbil Advertisment