عودة تبعث الأمل: لالش يستقبل سعاد وابنتها بعد 11 عاماً من الأسر على يد داعش
أربيل (كوردستان 24)- امتلأ معبد لالش بأصوات الهلاهل ومشاعر الفرح، خلال استقبال الناجية الإيزيدية سعاد وابنتها بعد تحريرهما من قبضة تنظيم داعش، ليخضعا لطقس التعميد بماء “النبع الأبيض” (كانيا سبي)، في احتفال رمزي يعيدهما إلى حضن الديانة الإيزيدية وجذورهما الاجتماعية.
سعاد، التي عاشت إحدى عشرة سنة في الأسر، وصفت لحظة دخولها لالش بأنها “أشبه بالحلم”. وقالت:
“أنا سعيدة جداً. لم أكن أتوقع أن أزور لالش مرة أخرى أو أعود إلى أهلي وناسي. الحمد لله أنني عدت ومعي ابنتي بعد كل هذه السنوات. أملي أن يتم تخليص جميع من بقي في أيدي داعش وأن يعودوا ليزوروا لالش مثلنا”.
ومنذ اجتياح داعش لمناطق الإيزيديين عام 2014، قرر المير والمجلس الروحاني استقبال كل ناجٍ في معبد لالش وإجراء مراسيم دينية خاصة، أبرزها التعميد بماء النبع الأبيض وزمزم، رمزاً للعودة الروحية والدينية إلى المجتمع الإيزيدي.
وكيل مير الإيزيدية، جوهر علي بك، أكد أن لالش سيبقى أول محطة لكل ناجٍ يتم تحريره، قائلاً:
“نستقبلهم معززين مكرمين، ونقدر معاناتهم، ونحرص على إعادتهم إلى ديانتهم ومجتمعهم مرفوعي الرأس. هذه لحظات فرح كبيرة لكل الإيزيديين”.
أما عيسى علي، أحد ذوي الضحايا، فقد عبّر عن مشاعر مختلطة ما بين الفرح والحزن، قائلاً:
“هذه التي عادت اليوم هي ابنة أخي. بقيت إحدى عشرة سنة في قبضة داعش. لدينا ثلاث بنات أخ واثنان من الأبناء ما زالوا مفقودين. أتمنى أن يعود الجميع… فالأمر صعب جداً على الأهالي”.
وتعد قصة سعاد وابنتها واحدة من مئات القصص التي ما زالت تنتظر نهايات مشابهة، إذ لا يزال مصير آلاف المختطفين الإيزيديين مجهولاً، وسط آمال لا تنقطع بأن تشهد لالش المزيد من لحظات التحرير والعودة.
درمان باعدري – كوردستان 24 – معبد لالش
