حماس تنعى السنوار وتؤكد عدم الإفراج عن الرهائن قبل وقف الحرب
![](https://d2wqffb2bc8st5.cloudfront.net/images/1729322746_kurdistan24.jpg)
أربيل (كوردستان24)- نعت حماس الجمعة رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار الذي يشكّل مقتله ضربة قاسية للحركة الفلسطينية، مؤكدة أنها لن تفرج عن الرهائن المحتجزين منذ أكثر من سنة قبل أن توقف إسرائيل حربها في قطاع غزة.
وغداة اعتبار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أن مقتل مهندس هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يشكّل "بداية نهاية" الحرب في غزة، تحدّث الرئيس الأميركي جو بايدن عن "فرصة لإطلاق مسار السلام"، بينما توالت ردود فعل حلفاء حماس المعزية.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية في كلمة متلفزة "ننعي القائد الوطني الكبير الأخ المجاهد الشهيد يحيى السنوار" الذي قُتل "مُمْتَشقا سلاحه، مشتبكا ومواجها لجيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف".
وأضاف أن قتل السنوار "وكل القادة ورموز الحركة الذين سبقوه... لن يزيد حركتنا ومقاومتنا إلا قوة وصلابة وإصرارا على المضي في دربهم".
وفي ردّ غير مباشر على موجة الدعوات الدولية التي أعقبت مقتل السنوار لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس غير المسبوق على الدولة العبرية، قال الحية "نقول للمتباكين على أسرى الاحتلال لدى المقاومة إن هؤلاء الأسرى لن يعودوا لكم إلا بوقف العدوان على شعبنا في غزة والانسحاب الكامل منها وخروج الأسرى الأبطال من سجون الاحتلال".
وتوصل تشريح إسرائيلي لجثة السنوار إلى أن رصاصة في الرأس تسببت بمقتله، وفق ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الحارس الشخصي للسنوار، قُتل على يد قواته في جنوب غزة الجمعة، قرب المكان الذي قتل فيه السنوار قبل يومين.
وتسبّب هجوم حماس بمقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتِلوا خلال احتجازهم في غزة.
ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وتردّ إسرائيل منذ أكثر من سنة بحملة قصف مدمّرة وعمليات برّية في قطاع غزة أدّت الى مقتل ما لا يقل عن 42500 فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
مواصلة المقاومة
بدورها، نعت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، السنوار الذي "ارتقى مقبلا غير مدبر في أشرف المعارك".
ونعت منظمة التحرير الفلسطينية الجمعة "القائد الوطني الكبير" يحيى السنوار.
وتقدّم حزب الله "من الشعب الفلسطيني المجاهد... بأحرّ التعازي باستشهاد قائد طوفان الأقصى" الذي "وقف في مواجهة المشروع الأميركي والاحتلال الصهيوني".
في طهران، قال وزير الخارجية عباس عراقجي إن السنوار سيظلّ "مصدر إلهام للمقاومين في المنطقة". وقال الرئيس مسعود بزشكيان إن "المقاومة" الفلسطينية لن "تتوقف" باغتياله.
وقدّم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الجمعة "تعازيه" لمسؤولين من حماس خلال اجتماع في اسطنبول، وفق ما أفاد بيان للخارجية التركية.
في برلين، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة أن مقتل السنوار يشكّل فرصة أمام "إطلاق مسار للسلام" في الشرق الأوسط و"مستقبل أفضل في غزة بلا حماس".
ولاحقا، دعا الرئيسان الأميركي والفرنسي والمستشار الألماني ورئيس الوزراء البريطاني في ختام اجتماعهم في برلين إلى "إنهاء الحرب في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية الى المدنيين".
بدوره، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن مقتل زعيم حماس يشكل "فرصة للمضي نحو وقف للنار ندعو إليه بإلحاح".
واعتبر المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب الجمعة أن مقتل السنوار يجعل السلام في الشرق الأوسط "أكثر سهولة".
على أمل أن تنتهي الحرب
في قطاع غزة، شكّل قتل السنوار الذي تسلّم قيادة حماس بعد اغتيال اسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو في ضربة نسبت الى إسرائيل، صدمة. لكن كثيرين ينشدون إنهاء الحرب.
وقال شادي نوفل أبو ماهر (23 عاما) "السنوار حسب نتانياهو كان السبب في الحرب... والآن استشهد، ماذا يريد الإسرائيليون؟ نحن نريد العيش كباقي الشعوب، لا نريد حروبا ولا مآسي"، مضيفا "تعبنا". وطالب بـ"أن يتدخل العالم لوقف الحرب".
في تل أبيب، قالت الستينية سيسيل "كان إرهابيا كبيرا، وهو مسؤول عن موت كثيرين. أعتقد أنه سعى الى ذلك، وأنا سعيدة أنه قتل"، بينما عبّر آخرون عن خشيتهم مما سيحصل للرهائن في غزة.
ودعا منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الحكومة الإسرائيلية والوسطاء الدوليين إلى الإفادة من "هذا الإنجاز الكبير لتأمين عودة الرهائن".
وقالت أيالا ميتسغر، زوجة ابن الرهينة يوروم ميتسغر الذي قتل واستعادت اسرائيل جثته من غزة، "الآن لم يعد السنوار عائقا يحول دون إطلاق سراح الرهائن، ومن غير المقبول أن يبقوا في الأسر ولو ليوم واحد آخر".
لكنها أضافت "نخشى أن نتانياهو لا ينوي وقف الحرب، ولا ينوي إعادة الرهائن".
الميدان
على الأرض، واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة وفي لبنان بمواجهة حزب الله.
وواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في منطقة جباليا في شمال قطاع غزة التي يحاصرها ويقصفها منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر، مشيرا الى أن حماس تحاول إعادة بناء قدراتها فيها.
وأعلن الدفاع المدني في غزة ليل الجمعة السبت مقتل 33 شخصا في ضربة إسرائيلية على مخيم جباليا.
وقال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن "تقديرات متحفظة تشير إلى أن عدد القتلى بين الأطفال في غزة بلغ أكثر من 14100 طفل".
وأضاف إلدر الجمعة "إن غزة هي التجسيد الحقيقي للجحيم على الأرض بالنسبة الى مليون طفل فيها. والوضع يزداد سوءا".
وتتصاعد الانتقادات بسبب الخسائر المدنية ونقص الغذاء والمساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة، حيث حذّرت الأمم المتحدة من المجاعة.
في غضون ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض "هدفا جويا" مشبوها خلال اقترابه من جهة سوريا الجمعة، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأنه طائرة مسيّرة أطلقتها مجموعة مدعومة من إيران.
في لبنان، أعلن حزب الله الجمعة أنه شن هجمات صاروخية على شمال إسرائيل، خصوصا على مدينتي صفد وحيفا، وعلى قاعدة عسكرية في وسط البلاد.
من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن "حزب الله أطلق نحو 75 مقذوفا من لبنان" الجمعة، مضيفا أنه شن غارات "محددة الهدف في جنوب لبنان" وقتل "نحو ستين إرهابيا".
وأكّدت قوّة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) الجمعة أن "دمارا واسعا" لحق بمدن وبلدات جنوبية.
وقال الناطق باسم اليونيفيل أندريا تينينتي في جنيف إن "التصعيد على طول الخطّ الأزرق" بين لبنان وإسرائيل "يتسبّب بدمار واسع للمدن والبلدات في جنوب لبنان".
تدخل فاضح
بعد إعلان اليونيفيل تعرضها لإطلاق نار وانتهاكات من جانب إسرائيل، وصلت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى بيروت الجمعة، وهي أول رئيس دولة أو حكومة يزور لبنان منذ تحوّل المواجهة بين حزب الله وإسرائيل المتواصلة منذ سنة، الى حرب مفتوحة اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر.
وقالت ميلوني خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها اللبناني نجيب ميقاتي "أعتبر أن استهداف اليونيفيل أمر غير مقبول... وينبغي على كل الأطراف أن تضمن في كل الأوقات سلامة كلّ جندي من هؤلاء الجنود".
من جهة أخرى، ندّد ميقاتي الجمعة بـ"تدخّل فاضح" في الشأن اللبناني إثر تصريحات لمسؤول إيراني حول استعداد بلاده للتفاوض مع فرنسا من أجل وقف لإطلاق النار في لبنان.
وطلب ميقاتي من وزير الخارجية اللبناني استدعاء القائم بالأعمال الإيراني في بيروت.
وكانت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية نقلت عن رئيس البرلمان الإيراني قوله إن طهران مستعدة للتفاوض مع باريس بشأن تطبيق القرار الدولي 1701 في لبنان ووقف إطلاق النار.