كنوز الماضي ترى النور: إقليم كوردستان يكثف جهوده للكشف عن تراثه الأثري وحمايته

أربيل (كوردستان 24)- في خطوة تسابق الزمن لحماية إرث حضاري عريق، يشهد إقليم كوردستان العراق حركة تنقيب وحفظ واسعة النطاق في مواقعه الأثرية، كاشفةً عن كنوز تاريخية تعود لآلاف السنين.

ففي الوقت الذي تم فيه تسجيل أكثر من 6,500 موقع أثري بالإقليم، تتعزز هذه الجهود بتعاون دولي مثمر، حيث تم توقيع 47 اتفاقية مع جامعات ومؤسسات عالمية متخصصة بهدف تطوير هذا القطاع الحيوي. 

وتتصدر محافظة دهوك المشهد بكونها واحدة من أغنى مناطق العراق بالآثار، ويقول بيكس بريفكاني مدير آثار دهوك ان المدينة ل وحدها تضم 2,700 موقع مسجل.

مشيرا الى تنشط بعثات أثرية دولية في المحافظة ، أبرزها فريق من جامعة أوديني الإيطالية، والذي يسهم بالتعاون مع مديرية الآثار المحلية في تحقيق اكتشافات هامة تعيد كتابة فصول من تاريخ المنطقة.  

ويقف متحف دهوك الوطني، الذي افتُتح عام 2016، شاهداً على هذا الغنى التاريخي، حيث يحتضن بين جدرانه ما يزيد على ألف قطعة أثرية نادرة.

ورغم أن المتحف يعرض حالياً نحو 800 قطعة، لا يزال آلاف القطع الأخرى حبيسة المخازن بانتظار مساحة عرض كافية تليق بقيمتها.

تحديات في مواجهة التاريخ

ويشير أحمد قاسم المختص في الاثار، إلا أن هذه الكنوز لا تزال في مواجهة تحديات جسيمة، أبرزها خطر التلف والتخريب الناجم عن النزاعات التي مرت بها المنطقة.

وقد رفعت السلطات المحلية نداءات إلى منظمة اليونسكو والهيئات الدولية المعنية للمساعدة في تأمين حماية فعالة لهذه المواقع الحيوية.

ويأتي هذا الاهتمام اللافت في إقليم كوردستان في وقت عانت فيه المواقع الأثرية بمناطق أخرى من العراق من إهمال ممنهج وعمليات نهب واسعة، خاصة في أعقاب عام 2003.

وفيما تسعى بغداد جاهدة لاستعادة آلاف القطع المهربة، يقدم الإقليم نموذجاً في الاستثمار بتراثه، ليس فقط كواجب حضاري، بل كرافد اقتصادي واعد لتنشيط قطاع السياحة الثقافية.

وهكذا، تستمر معاول المنقبين في إقليم كوردستان في الكشف عن أسرار الماضي، مدعومة بإرادة سياسية وتعاون علمي دولي، في مسعى لا يهدف فقط إلى الحفاظ على التاريخ، بل إلى بناء مستقبل يستلهم من عظمة حضاراته القديمة.

 
 
Fly Erbil Advertisment