البصرة.. على ضفاف الأنهار والذهب وسكانها يموتون عطشاً

أربيل (كوردستان 24)- "هذا ماء البصرة... مالح وفاسد،" بهذه الكلمات الممزوجة بالمرارة، تصف سيدة بصرية حال المياه التي تصل إلى منزلها، في مشهد يلخص أزمة إنسانية وبيئية خانقة تعصف بمدينة تطفو على بحر من النفط وتشقها الأنهار.

ففي "فينيسيا الشرق"، لم يعد الماء يجلب الحياة، بل أصبح مصدراً للمرض والمعاناة.

الأزمة ليست جديدة، لكنها تتفاقم لتصل إلى ذروتها. فالمياه التي تضخها الشبكة الحكومية لم تعد صالحة حتى للاستخدام المنزلي، فضلاً عن الشرب. تخرج من الصنابير بلون حليبي ورائحة كريهة، وبملوحة لا تطاق.

يقول المواطن عبدالمطلب عود لكوردستان24: "منذ أربعة أشهر لم نرَ الماء الصالح للشرب. نضطر لشراء الماء من الشاحنات الصهريجية بأسعار تصل إلى 20 ألف دينار للخزان الواحد، وهو عبء لا يقوى عليه الكثيرون".

هذه المياه الملوثة لم تترك جسداً إلا وأصابته بضرر. تسجل مستشفيات المدينة يومياً مئات الحالات من الأمراض الجلدية والتسمم، حيث بات سكان البصرة ضحايا مباشرين لإهمال يمتد لسنوات.

"حتى الحيوانات لا تستطيع شرب هذه المياه،" يضيف مواطن آخر، مشيراً إلى أن الأزمة تسببت في نزاعات بين الجيران للحصول على قطرة ماء نظيفة.

وعلى الرغم من مرور المدينة بنهرين عظيمين، دجلة والفرات، وامتلاكها ثروة نفطية هائلة، يقف سكانها عاجزين أمام أزمة عطش غير مسبوقة.

يوجه المواطنون أصابع الاتهام إلى المسؤولين الذين، بحسب وصفهم، "يهتمون بواجهة المدينة ومظهرها الخارجي، بينما يتجاهلون البنية التحتية المتهالكة التي تمس حياة الناس بشكل مباشر".

مع استمرار تلوث مياه شط العرب وارتفاع نسبة الملوحة والجفاف، تبدو الحلول الحكومية قاصرة، ليبقى سكان البصرة محاصرين بين مياه مالحة تتدفق من صنابيرهم، وأسعار باهظة لمياه يشترونها على أمل البقاء على قيد الحياة، في مفارقة مؤلمة لمدينة وهبها الله كل أسباب الثراء، لكنها تعاني من أبسط مقومات العيش الكريم. 

تقرير : ارام بختيار – كوردستان24 – البصرة

 
Fly Erbil Advertisment