بعد تقدّم المعارضة في سوريا.. ما الذي ينتظر الأسد؟
أربيل (كوردستان 24)- يشي الواقع الحالي أن النظام السوري يواجه مشكلة عميقة، وبعدما كانت خسارة حلب وحماة كارثية بالنسبة له، بدأت الآن مناطق أخرى في الخروج عن سيطرته.
ويقول الخبير في الشؤون السورية بمؤسسة القرن الدولية، آرون لوند، إن النظام "إذا تمكّن من شن معركة من أجل حمص، فربما يكون بوسعه أن يعمل على استقرار وضعه، ولكن يبدو أن الأمور تسير في الاتجاه الخطأ بالنسبة للأسد".
ومن شأن خسارة حمص أن تقسم النظام السوري إلى قسمين، وحتى إذا واصل المؤيدون المتشددون القتال فإنهم لا يستطيعون أن يزعموا بشكل موثوق أنهم يشكلون حكومة فعّالة.
ويشير الخبير إلى أن التقارير الأخيرة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز والتي تفيد بأن المستشارين الإيرانيين يغادرون سوريا "تشكل في الواقع نبأ سيئاً للغاية بالنسبة للنظام وأنصاره".
ويعتقد لوند أنه "من غير المرجح أن يتمكن النظام من تحويل الأمور في غياب الدعم الثقيل والفوري من إيران وروسيا"، وفق ما نقله موقع الحرة.
من جانبه، يوضح الباحث السوري في مركز "عمران للدراسات الاستراتيجية"، أيمن الدسوقي أن المعارك الأخيرة "أظهرت قدرة النظام السوري على حقيقتها دون حلفائه".
وقال: أحدثت الهزائم تشققات داخله تتنامى تدريجياً، مما خلق حالة عدم يقين بخصوص مستقبل النظام السوري.
ويرى الدسوقي أن مصير النظام السوري "متروك لحقائق الميدان ومفاوضات الغرف المغلقة وتعاطي النظام معهما".
ولا يزال النظام يراهن على تمسكه بدمشق العاصمة، وهنالك أحاديث بأنه في حال هزيمته في دمشق، فإن هنالك خيارات منها الذهاب للساحل والتمترس هنالك، وحتى في حال هزيمته فإن حالته الميليشاوية لن تنتهي قريباً، بحسب الدسوقي.
ويعتقد أن هنالك محاولات يمكن تلمسها بتصريحات مسوؤلي دول إقليمية ودولية، بأن جزء من النظام ضروري للحفاظ على هيكلية مؤسسات الدولية وتجنب سيناريو الانهيار الكلي.
كما أن بقاء جزء من النظام "ضروري لفصل الأسد عن نظامه وعزل الأسد وإفقاده الدعم من نظامه، وزيادة التناقضات لدفعه للقبول بتسوية ما، وإيجاد مخرج له يحول دون أخذ قرار المواجهة للنهاية وما يعنيه ذلك من دمار مؤسساتي ومجتمعي ومادي".
ويتابع الباحث أن "بقاء جزء من النظام قد يكون واقعياً عقب تجربة إسقاط نظام صدام حسين، وما تبعه من فوضى في العراق لا يزال يعاني من تبعاتها لليوم".